يبدو أنّ عاملي الوقت والمساومة لعبا دوراً حاسماً لمصلحة ريال مدريد في "صفقة القرن" أي صفقة الحصول على توقيع أفضل لاعب كرة قدم على الكرة الأرضيّة حاليّاً النجم الفرنسيّ كيليان مبابي الّذي شغل بعمر الـ24 عاماً فقط العالم أجمع من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
وقد شبّه العديد من أبرز مراقبي كرة القدم في أوروبّا معركة الحصول على توقيع الظاهرة الفرنسيّة بالحرب العالميّة، إذ شارك فيها أقطاب العالم، بدءاً بفرنسا بتحالفها مع قطر للبقاء في باريس سان جيرمان مروراً بالمملكة العربيّة السعوديّة الّتي فرشت له الورود ومعها مليار دولار أميركيّ، وأقطاب أوروبّا إنكلترا مع فريقي ليفربول وأرسنال، وإسبانيا مع الفريق الملكيّ ريال مدريد مدعوماً من قبل كلّ أبناء العاصمة الإسبانيّة، وصولاً إلى الولايات المتّحدة الاميركيّة الّتي انهالت من أنديتها رسائل الدعم والجذب على طريقة الملك ليونيل ميسّي.
بيد أنّ خبرة ريال مدريد الّتي تتعدّى المئة عام على رأس هرم كرة القدم في العالم ومعها 14 لقباً دوريّاً صبرت وعرفت الضرب في التوقيت الصحيح، وها هي الأمور تقترب أكثر من أيّ وقت للحصول على توقيع نجم الديوك كيليان مبابي. وقد ذكرت وسائل إعلام إسبانيّة موثوقة أنّ إدارة باريس سان جيرمان رضخت لضغوطات النجم الفرنسيّ بعد رفض الأخير تجديد عقده مع ناديه الفرنسيّ أو التفاوض مع فريق الهلال السعوديّ.
ومع اقتراب موعد عدم العودة والتأكّد من شروط مبابي النهائيّة، إمّا البقاء مع باريس سان جيرمان لعام واحد والتحرّر من العقد تلقائيّاً مع نهاية الموسم المقبل أو الانتقال إلى ريال مدريد وهذا ما أدركه الفريق الباريسيّ ليسلّم بالأمر، حيث ستكلّف صفقة مبابي المتوافق عليها في الساعات الأخيرة مع الريال و بعيداً من الإعلام خزينة ريال مدريد 230 مليون يورو، لن تذهب فقط للنادي الباريسيّ، بل سيذهب جزء منها إلى مبابي بناء على اتّفاق مع اللاعب وسيتمّ الإعلان عن الصفقة من خلال بيان لنادي ريال مدريد، أو من خلال مؤتمر صحافيّ للنجم الفرنسيّ يجمعه مع الطرفين.
ويبقى أنّ الساعات المقبلة قد تكون هذه المرة ثابتة في إعلان انتقال مبابي إلى ريال مدريد في أصعب مفاوضات وأدقّها لأيّ لاعب كرة قدم في تاريخ اللعبة.