هل حان الوقت لكسر تفوّق الرجال على السيّدات في الرياضة؟ ففي الرياضات الشعبيّة الثلاث الكبرى أي كرة القدم وكرة السلّة وكرة المضرب أي التنس، الفارق كان شاسعاً حتّى اليوم بين مستويي الرجال والسيّدات.
فبطولة كأس العالم في كرة القدم على سبيل المثال هي الأكثر حضوراً وأهمّيّتها تعتبر حدثاً غير مسبوق على مساحة الكرة الأرضيّة. أمّا ميزانيّاتها وإيراداتها فهي أكبر من ميزانيّات دول بكاملها، أمّا البطولة نفسها عند السيّدات فتمرّ مرور الكرام ولا تشكّل أيّ أهمّيّة تذكر على صعيد الأحداث في العالم .
ما يحصل في كرة القدم هو نفسه في كرة السلّة، فالفارق شاسع بين أهمّيّة الحدث نفسه عند الرجال والسيّدات في كرة السلّة أو أيّ رياضة شعبيّة أخرى. إلّا أنّ الرياضة الأولمبيّة الوحيدة الّتي تجمع الرجال والسيّدات في مسابقة واحدة هي رياضة الفروسيّة.
فهل أنّ إعلان المصنّفة الأولى في العالم في التنس البيلاروسيّة أرينا سابالينكا أخيراً أنّ الوقت قد حان لمواجهات الرجال في أرض الملعب والإعلان عن مباراة التحدّي في أواخر الشهر المقبل الّتي ستجمعها مع الأستراليّ نيك كيريوس وصيف بطل ويمبلدون في عام 2022 هو مجرّد حدث استعراضيّ تنتهي تفاصيله مع نهاية لقائهما، أو أنّه قد يصبح محطّة لانطلاق التغيير في مفهوم التنس بين الرجال والسيّدات ويمتد لاحقاً ليشمل رياضات أخرى.
فمباراة التحدّي ستستضيفها إمارة دبي في 28 كانون الأوّل المقبل وسيتابعها عشرات الملايين حول العالم، إذ إنّ شبكات النقل التلفزيونيّ ومواقع التواصل أعلنت عن رغبتها في الحصول على حقوق نقل الحدث كون المباراة بكلّ بساطة حدثاً نوعيّاً وغير عاديّ، ولكن مع العودة إلى تاريخ المواجهات، فهي ليست بحدث غير مسبوق كما يتصوّره العديد من المتابعين للأحداث الرياضيّة.
فتاريخ كرة المضرب يحمل في أرشيفه نسخة أولى لتحدّي الجنسين جرت في عام 1973 أي منذ 52 عاماً بين الأسطورة بيلي جين كينغ المصنّفة أولى في العالم آنذاك وحاملة لقب 10 بطولات غراند سلام واللاعب المحترف إنّما المغمور بوبي ريغز الّذي تمكّن من الفوز على بيلي جين كينغ في مجموعتين من دون ردّ.
لكنّ أهمّيّة المباراة كانت في متابعة 90 مليون مشاهد لها، وهو رقم كبير جدّاً للحضور نسبة لعام 1973، وقد حصلت اللاعبة الأميركيّة في حينها على جائزة ماليّة هي تسعون ألف دولار وهي جائزة فاقت ما حصلت عليها اللاعبة نفسها عند فوزها ببطولة رولان غاروس في العام نفسه.
أمّا ما لا يعلمه أحد فهو أنّ مباراة رسميّة واحدة في إحدى بطولات السيّدات (بطولة بورغ دي بياج الفرنسيّة) جمعت رجلاً وامرأة، وذلك في واقعة غريبة من نوعها، حيث فاز رجل ببطولة مخصّصة للسيّدات.
ففي تلك البطولة الّتي جرت في كانون الأوّل/ديسمبر 2023، كان من المفترض أن تلتقي اللاعبة الأوكرانيّة مارتا كوستيوك مع الروسيّة ميرا أندرييفا في نهائيّ البطولة، لكنّ اللاعبة الأوكرانيّة رفضت مواجهة منافستها الروسيّة، وذلك بسبب الحرب الدائرة بين البلدين، فبحثت اللجنة المنظّمة الفرنسيّة عن لاعبة بديلة لخوض تلك المباراة النهائيّة، ولكن لم يكن في الإمكان إيجاد سوى لاعب جاهز هو الفرنسيّ يانيس الغرزاوي والّذي فاز على أندرييفا بنتيجة 2-0 ليكون أوّل لاعب في تاريخ الرياضة يفوز ببطولة للسيّدات.
فهل تكسر النجمة البيلاروسيّة سابالينكا حاجز التفوّق مع الرجال وتكون اللاعبة الأولى في العالم الّتي تفوز على مصنّف عالميّ عند الرجال في التنس عندما ستواجه كيريوس الشهر المقبل في دبي؟ ما هو أكيد أنّ ما قبل المباراة في عالم التنس قد لا يكون كما بعده.
يرجى مشاركة تعليقاتكم عبر البريد الإلكتروني:
[email protected]
