ما هو بيت الضيافة؟

إن بيوت الضيافة هي بيوت مؤهلة لاستقبال الزوّار من رواد الرياضة التي تمارس في الطبيعة وهواة السياحة البيئية والثقافية على أنواعها. تقع هذه البيوت في مناطق وقرى لبنانية، تهدف إلى تعريف السيّاح الأجانب واللبنانيين على المناطق اللبنانية وعلى عاداتها وتقاليدها.

يقصد بيوت الضيافة الأفراد الذين يرغبون أن يخوضوا تجربة خاصة تقليديّة تعكس ثقافة لبنان وتراثه. إذ إنها تشكّل ملاذًا للأشخاص الذين يريدون الراحة بعيداً عن الضوضاء، وذلك بفضل طبيعتها الجميلة وسحرها الخاص.

لإلقاء الضوء على المضوع، زرنا "بيت البترون" بالقرب من "منطقة تحوم" بعيدًا عن ضجيج العاصمة، والذي ويطلّ على البحر. استوحت صاحبة البيت السيدة كوليت خوري عند تأسيسه بالإنشاءات الريفيّة اللبنانيّة التقليديّة، فصمّمت غرف ومساحات جلوس حول قاعة مركزية واسعة. فتح "بيت البترون" أبوابه في العام 2013 وحقق نجاحًا بارزًا منذ ذلك الحين، وأحياناً، تُحجز غرفه بالكامل طوال أشهر الصيف.





بعدها، قمنا بزيارة "دار زفتا"، في بلدة زفتا الجنوبية - قضاء النبطية، يرمز الدار إلى التراث الحيّ والفنّ والثقافة. لجأ السيد حسين الدرويش عند إنشاء الدار، إلى مهندسين معماريين محليين جمعوا بين التقاليد القديمة والابتكار، واعتمدوا على الهندسة الإيطاليّة والعثمانية لإضفاء أناقة وفخامة على كافة الغرف.


من المفضل أن لا يتجاوز "بيت الضيافة" العشرة غرف. حيث ان مصادر وزارة السياحة أكدت ان عدد بيوت الضيافة تجاوز ال 200 خلال هذا العام، فهي منتشرة في أغلبية المناطق اللبنانية، وأكثرها انتشارًا في أقضية الشوف وجبيل والبترون وصور. وبفضل ازدهار هذا القطاع، قرّر وزير السياحة وليد نصار تأسيس نقابة خاصة بأصحاب هذه البيوت.

ازدهار السياحة الداخلية وإيجابياته

غالباً كانت تتوجه العائلات الميسورة إلى الدول المجاورة للسياحة، أمّا اليوم فأصبحت وجهتهم داخلية بامتياز، حيث نشطت السياحة الداخلية وتحرّك الاقتصاد بشكل لافت، لا سيّما مع انتشار ظاهرة بيوت الضيافة اللبنانية. إن الأسباب الرئيسية وراء ذلك هي ارتفاع تكلفة السفر إلى الخارج.

وباتصال مع أمين عام اتحاد النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي، أكد في حديثه ل "صفا نيوز" عن إيجابيات هذه الظاهرة، حيث يعتبر أنها "ساهمت بتعريف اللبنانيين إلى عدّة مناطق كانوا يجهلونها في بلدهم، كما أنها خلقت فرص عمل في المناطق الريفيّة وعزّزت الاستثمار في الداخل."

ومع انتشار هذه البيوت، هل يمكن أن تنافس الفنادق الكبرى في لبنان؟