أعطى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الجلسات الحكومية التي يعقدها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي  جرعة دعم إذ شدد على أهمية ابقائها مفتوحة، فيما كان قد سبق كل ذلك أكثر من تصريح علني من بكركي لا بل من أعلى سلطة كنسية (مجلس المطارنة الموارنة) يندد بانعقاد جلسات حكومية في ظل الفراغ الرئاسي الحاصل منذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون لافتة بتعبير أو آخر الى أن ذلك بمثابة المصادرة لصلاحيات الرئيس وتعدٍ على موقع الرئاسة.

دريان: ينبغي أن تكون جلسات مجلس الوزراء مفتوحة للحد من الانهيار

وأكَّد دريان اليوم " أهمية معالجة القضايا المعيشية والصحية والتربوية والاقتصادية المُلحة في مجلس الوزراء الذي ينبغي أن تكون جلساته مفتوحة للحد من الانهيار الذي يعاني منه الناس في ظل الشغور الرئاسي وإيقاف التناحر بين الأطراف السياسية، فالحكم يجب أن يكون في خدمة المواطن".

ونوه بـ"الجهود والمساعي التي يقوم بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انطلاقا من حرصه على الدستور والقوانين المرعية الإجراء وعلى تسيير أمور الدولة رغم الظروف الصعبة والتعقيدات المتعددة التي لا تساعد على نهوض لبنان من كبوته المزمنة".

ودعا  المفتي دريان" القوى السياسية في البلد الى تكثيف الحوار فيما بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن الذي يعني كل اللبنانيين كما رئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء"، معولا على" حكمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في إنجاز الاستحقاق الرئاسي "، وقال: "لن تقوم قائمة للبنان إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز هيبة الدولة وتفعيل مؤسساتها باتخاذ الإجراءات الإصلاحية المطلوبة".

وشدد على ان" الخلاف في أي مسألة تمس لبنان وشعبه ينبغي معالجتها بالحكمة والتبصر لا بالتخاصم والكيدية والمناكفات التي لا تؤدي إلا الى المزيد من الخراب والتشتت بحيث يدفع ثمنها المواطن اللبناني يوميا في موارد رزقه وطبابته وكل ظروف حياته ومعيشته".

قبلان: لعبة الروليت الرئاسية نحر للبنان

في غضون ذلك، توجه المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان خلال خطبة الجمعة، الى "إخواننا رؤساء الطوائف المسيحية" قائلاً:" البلد شراكة وطنية، والبلد والمنطقة على كف عفريت، والمطلوب أن نتفق على رئيس جمهورية وطني لأن لعبة الروليت الرئاسية نحر للبنان".

وأشار المفتي قبلان إلى أننا "في قلب كارثة معيشية نقدية تطال العمال والموظفين وأكثرية شعب لبنان، وتنهك مرافق الدولة بالصميم، ونوع هذه الكارثة لا يبقي ولا يذر، والمطلوب أن ننقذ شعب لبنان وما تبقى من دور الدولة ووظيفتها، وهذا يوجب انعقاد الحكومة لا تعطيلها، والبكاء على الأطلال الطائفية لا ينفع، وصراخ بعض الطامحين أشبه بنار تحرق البلد رغم أن البلد ينزلق نحو أسوأ أزماته الوطنية. والوسواس القهري بالعظمة سبب رئيسي لخراب لبنان".

وزير الاقتصاد: المواد الغذائية بالدّولار بدءاً من الأسبوع المقبل

كشف وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال، أمين سلام، بعد لقائه البطريرك الماروني، مار بشاره بطرس الراعي، في بكركي أنّ «قرار تسعير المواد الغذائية بالدولار سيدخل حيّز التنفيذ مطلع الأسبوع المقبل»، لافتاً إلى أنّ «جلسة مجلس الوزراء ستُعقد الثلاثاء المقبل أو الأربعاء».

يذكر أن بيان المطارنة الموارنة عقب الدعوة لاول جلسة حكومية بعد انتهاء ولاية عون كان شديد اللهجة، اذ جاء فيه: " يأسف الآباء للسجال السياسي الحاد حول اجتماع الحكومة الأخير، ويرون أنه كان بالإمكان تحاشيه لو أن المسؤولين عالجوا الأمر بروية وتشاور، وبالحوار البنّاء، بعيدا عن الكيد السياسي، ومع احترام الدستور والميثاق الوطني نصًا وروحًا . ومعلوم أنّ أمور المواطنين الأساسيّة يمكن معالجتها بأساليب دستوريّة شتّى، من دون إنعقاد الحكومة المستقيلة، والبلاد في حال الشغور الرئاسيّ. ويذكّرون بأن الخروج من المأزق الذي يعيشه لبنان يبدأ بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يضع إعادة بناء الدولة على السكة الدستورية الصحيحة".