أعادت بطولة كأس آسيا في كرة السلّة الّتي تنظّمها حاليّاً المملكة العربيّة السعوديّة في مدينة جدّة ملفّ تجنيس الرياضيّين إلى الأضواء وبشكل غير مسبوق، لأنّ أغلبيّة المنتخبات أصبحت اليوم تستعين بهذا الـ"جوكر" الّذي شرّعه الاتّحادان الدوليان لكرة القدم وكرة السلّة.

ما أعاد هذا الملفّ إلى الواجهة، أنّ منتخب قطر المشارك في بطولة آسيا ضمّ في تشكيلته ثمانية لاعبين مجنّسين من أصل 12 لاعباً.

كان تجنيس الرياضيين طرق باب الألعاب الأولمبيّة قبل فترة، بهدف السماح للعديد من البلدان المغمورة والمقتدرة بخلق حظوظ لها في المنافسة بخطف ميداليّات لم تكن في حسبان العديد منها، وهذا ما حصل مع منتخبات كمنتخبَي البحرين وقطر مثلاً اللذين خطفا العديد من الميداليّات الذهبية وغيرها في البطولتين الأولمبيتين اللتين استضافتهما طوكيو وباريس.

ويسمح قانون التجنيس في الرياضات الجماعيّة بتجنيس لاعب لكلّ بلد إذا لم يشارك سابقاً في منتخب بلده الأمّ.

لذلك في كرة السلّة، نجد أغلبيّة المنتخبات بما فيها إسبانيا القويّة تذهب إلى تجنيس نجم أميركيّ في كرة السلّة لم يكن له الحظّ أن يدخل قائمة المنتخب الحلم الّتي تقتصر على 12 لاعباً فقط في كلّ ألعاب أولمبيّة أيّ كلّ أربعة أعوام، وحتّى في كرة القدم، مع لامين يامال المولود في إسبانيا والّذي لم يلعب سابقاً للمغرب. وقد جاء هذا القانون ليوسّع مروحة المنافسة والحماس في المباريات.

ما هي شروط قوانين التجنيس في الرياضة؟ شروط الاتّحادين الدوليّين لكرة القدم وكرة السلّة في تجنيس اللاعبين هو التالي :

1. ألّا يكون سبق للاعب تمثيل أيّ منتخب أوّل في بطولة أو مباراة رسميّة.

2. أن يكون التجنيس في عمر مبكر (تحت الـ١٦ عاماً) ولأن يكون المجنّس مقيماً في البلد أكثر من خمس سنوات على الأقلّ .

3. أن يعطى جنسيّة البلد وجوازه حفاظاً على حقوقه بعد الاعتزال.

فتلك القوانين تعمل عليها البلاد المقتدرة والتي لديها طموحات كبيرة في البروز رياضيّاً، وتقوم باستخدامها بطريقة ذكيّة، وهذا ما عملت عليه دولة قطر مثلاً بشكل مدروس، حيث أنشأت أكاديميّة عالميّة هي "أسباير" تعمل على اكتشاف المواهب من كلّ البلدان وهم في أعمار صغيرة وتعمل على تجنيسهم وإحاطتهم بطواقم تدريبيّة محترفة تجعلهم رياضيّين بمستوى عالميّ ومنافسين على المراكز الأولى في الألعاب الفرديّة والنجوميّة في الألعاب الجماعيّة، حيث ظهر مثلاً المنتخب القطريّ في بطولة العالم الحاليّة في كرة السلّة في مدينة جدّة بتشكيلة أغلبيّتها من اللاعبين المجنّسين .

ولا يقتصر العمل الاحترافيّ في التجنيس على دولة أو اثنتين، فأصبح واقعاً حتّى في الدول الرنّانة كفرنسا والولايات المتّحدة الأميركيّة الّتي تعمل على تجنيس العديد من نجوم كرة القدم أو حتّى كرة السلّة، وأكبر مثال كان نجم الـNBA جويل أمبيد اللاعب الكاميرونيّ والّذي تصارعت على تجنيسه وبشكل علنيّ تحت التغطية الصحافيّة العالميّة كلّ من الولايات المتّحدة وفرنسا قبل الألعاب الاولمبيّة الأخيرة والتي حاولت خلالها باريس إغراء النجم الكاميرونيّ بإعطائه شرف أن يكون من يحمل الشعلة الأولمبيّة في افتتاح ألعابها الصيف الماضي، لكنّه في نهاية المطاف اختار اللعب مع المنتخب الأميركيّ وكان بين من قادوه إلى إحراز ذهبيّة تلك الألعاب في نهائيّ تاريخيّ أمام منتخب الديوك الفرنسيّ.