تقرير خالد مجاعص
ينتظر عشّاق الرياضة في انطلاق مرحلة الدور النصف النهائيّ من بطولة لبنان في كرة السلّة والّتي ستجمع ابتداء من نهاية هذا الأسبوع الرياضي بطل لبنان والهومنتمن من جهة وفريقي الحكمة وبيروت من جهة أخرى.
وستدخل المنافسة على بطولة كرة السلة وهي الرياضة الأولى شعبياً في لبنان اليوم، في غياب أفضل لاعب في آسيا وائل عرقجي بسبب الإصابة، وربما أيضاً غياب قائده المصاب أمير سعود. فهل يستغل الهومنتمن غياب اللاعبَين ليقصي الرياضي عن لقب فاز به 17 مرّة في السنوات العشرين الأخيرة؟
حمل الرياضي بيروت لقب بطولة لبنان لكرة السلّة 31 مرّة وذلك وهو لم يخسر اللقب منذ عام 2004 وحتّى اليوم سوى ثلاث مرّات وهي في عام 2012 عندنا أحرز الشانفيل لقبه الوحيد وكذلك في عام 2018 عندما أحرز الهومنتمن لقبه الوحيد وفي عام 2022 عندما أحرز نادي بيروت لقبه الوحيد.
فالرياضي لم يعرف معنى المنافسة سوى في عهد الرئيس الراحل لنادي الحكمة أنطوان شويري الّذي حوّل الفريق الأخضر من نادي كرة قدم بامتياز إلى قوّة ضاربة في كرة السلّة، فسيطر على بطولة لبنان طوال عقد من الزمن بين عامي 1994 و2004، وفاز في 8 ألقاب في فترة عشر سنوات قبل أن يهجر الرئيس الراحل أنطوان شويري اللعبة، ولم يعرف منذ حينها الفريق الأخضر التتويج حتّى اليوم، على الرغم من أنّ الفرصة سنحت له مراراً وضمن ميزانيّات عالية جدّاً ولكنّه لم يحسن ترجمتها إلى فوز.
من هنا، سيكون الرياضي ولو بغياب وائل عرقجي الفريق الأقرب إلى اللقب هذا الموسم لأسباب عدّة، أوّلها التجانس والثبات إداريّاً و فنّيّاً مع عامل الثقة الكبيرة الّتي يمتلكه اللاعبون والجهاز الفني.
من المتوقّع أن يجتاز الرياضي سلسلة مبارياته مع الهومنتمن من دون خسارة ولو مباراة وحيدة، بينما الأنظار والترقّب ستكون عنوان المواجهة الناريّة بين بيروت والحكمة.
فبيروت سيستفيد من ثبات لاعبيه اللبنانيّين مع علي حيدر وعلي مزهر وسيرجيو درويش المحاطين بثلاثة لاعبين أجانب من الصفّ الأوّل وهم في كيمياء متجانسة تماماً مع مدير جهازهم الفنّيّ جاد الحاج.
في المقابل، فريق الحكمة صرف هذا الموسم الميزانيّة الأعلى وقد وصلت حسب أرقام الحلقة الضيّقة القريبة من إدارة النادي إلى نحو ثلاثة ملايين دولار أميركيّ، لكنّها عانت من كثرة التغييرات الفنّيّة، إذ إنّ فريق الحكمة استقدم أكثر من عشرة لاعبين أجانب في هذا الموسم، ولم يستقرّ سوى على اسم واحد وهو هدّاف الفريق زاك لوفتون بـ26 نقطة كمعدّل له في المباراة، وعلى الرغم من ذلك، تمّ استبداله عشيّة انطلاق الفاينل فور باللاعب الأميركيّ ستيفان مودي وهو هدّاف برز في بطولة اليونان سابقاً. ولكن هل سيكون في إمكانه التجانس في فترة قصيرة مع زملائه وهل سيكون في إمكانه أيضاً القيام بمهمّة زاك لوفتون.
ما هو أكيد أنّ صراع "كسر العضم" في نصف نهائيّ بطولة كرة السلّة بين بيروت والحكمة هو السلسلة المنتظرة والّتي سيراقب مجرياتها الجهاز الفنّيّ في الرياضي، وعليه فإنّ الفائز منها سيدخل إلى النهائيّ بمعنويّات عالية جدًّا وفي فرصة لن تتكرّر مع غياب اللاعب الأفضل في آىسيا بسبب الإصابة... ولكنّه سيدخل أيضاً مكشوفاً تكتيكيّاً أمام بطل لبنان الّذي سيكون حاضراً للاحتفاظ بلقب البطولة.