شغفٌ... تحوّل مع الأيّام والسّنين إلى لمحات إبداعٍ مدهِشة، تغرقك في عالم الخيال والجمال، قبل أن تعود منها مُحمّلاً بأحلام تتمنّى تحقيق القليل منها.

وفي هذه الزّاوية، يُرافقك موقع "الصّفا نيوز" لاكتشاف أحد أهمّ الإنجازات في عالم مجسّماتٍ لسيّاراتٍ وآليّاتٍ وغيرها، عالم "بيلي كرم".

متحف بطل لبنان السّابق للرّاليات نبيل كرم أو "بيلي كرم" كما اللّقب، هو الأوّل والأكبر من نوعه في العالم، إذ يضمّ أكبر مجموعة من السّيّارات الصّغيرة ومجسّمات الدّيوراما (Diorama)، خوّلته دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة.

كان نبيل كرم ومنذ طفولته، يحلم أن يقود سيّارة والده وأن يقتني سيّارةً تحقّق له طموحاته في مجال السّباقات والسّرعة.

وفي عمر المراهقة، جمع عددًا كبيرًا من السّيّارات الصّغيرة الحجم من الطّرازات الأحبّ إلى قلبه. وظلّ عالمُ السّيارات هاجسًا يُطارده في سنّ الشّباب، حتّى بدأ يُشارك في بطولة لبنان لسباق السّيّارات، لِيُحرِز الألقابَ مرّةً بعدَ أُخرى، ويطوّر هذه الهواية لتصبح احترافًا أوصله إلى حلبات العالم.

شارك في عدد من تجارب الـ "Formula-1"، وسباقات على الجليد، وسباقات الدّفع الرّباعيّ.

أمّا مشاركته الأولى في الرّاليات كمحترف، فكانت في الولايات المتّحدة الأميركيّة على سيّارته المفضّلَة "Porsche" الّتي اقتناها عام 1986.


قبل 20 سنة، عاودت "بيلي" فكرة تجميع السّيّارات الصّغيرة، فاختار مقرّ عمله في ذوق مكايل تجسيدًا لها في جوار مؤسّسة الأخشاب الّتي يملكها، حيث بدأ مشواره في غرفتين عرض فيهما مجموعة من سيّارات السّباق الشّبيهة بتلك الّتي قادها، إلى عدد من الدّيوراما أو الماكيتات، لأحداث طبعت ذاكرته.

بعد نجاحه في تجميع هذه، وبعدما ضاق المكان بها، وسّع "بيلي" متحفه ليتوزّع على ثلاثة طوابق، تضمّ مجموعة كبيرة من السّيّارات الرياضيّة في مكان واحد. تأتي في الطّليعة، من حيث العدد، سيّارة الـ "Porsche"، ثُمّ سيّارة "Lancia" الّتي قادها أكثر من مرّة في بطولة رالي لبنان، وفاز باللقب، ومن ثَمّ باقي السّيّارات الرّياضيّة الأوروبيّة والأمريكيّة الفخمة.

إضافةً إلى ما تقدّم، يضمّ المتحف مجسمات أبرزها:

- مطاراتٍ وطائراتٍ حربيّة ومدنيّة

- قصورًا قديمة

- سفنًا حربية ومدنية

- حلبات سباق، خاض فيها سباقات عدّة

- دبّابات وصواريخ خلال معارك حربية

- بعض رؤساء العالم مع سيّاراتهموسيارات اطفاء

- طائرات مختلفة منها طائرات الميدل إيست الوطنيّة (MEA)

بالاضافة الى مجموعة من سيّارات حقيقية قديمة وكلاسيكيّة.

دخل "بيلي" موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة للمرّة الأولى عام 2009 كصاحب أكبر مجموعة سيّارات صغيرة في العالم.

وعام 2011 عاد فدخلها برقمين قياسيّين جديدين:

- الأوّل في عدد السّيّارات الصّغيرة الذي وصل إلى 27777 سيّارة

- الثاني في عدد الديوراما العالميّ الّذي جَمَعَ بين السّيّارات والحروب والرّاليات والقصور الفخمة، وصولاً إلى أكبر قطار كهربائيّ في العالم

في العام 2015، دخل "بيلي" رقمًا عالميًّا ثالثًا وتسلّم شهادتين:

- الأولى كأكبر مالك للسّيّارات الرّياضيّة الصّغيرة في العالم وقد أصبح عددها 37777

- الثّانية لمجسّمات ديوراما والتي وصل عددها إلى 577، وقد أهدى هذين الإنجازين الجديدين إلى وطنه لبنان.

عام 2018 حاز على رقم قياسيّ سّادس لأكبر مجموعة من طوابعَ تُمثِّلُ سيّارات من نماذج مختلفة (3333 طابعًا).

يؤكّد كرم أنّ ما جمعه كان بدافع الهواية والتّسلية، ولم يكن يطمح إلى تحطيم الأرقام القياسيّة، وأنّ متحفه هذا يهدف إلى تعميم ثقافة القيادة السّليمة في صفوف الشّبّابز

لقد بات متحف نبيل كرم اليوم مقصدًا مجّانيًّا لمحبّي الّسيّارات في لبنان والعالم تزوره شخصيات رياضيّة وسياسيّة واجتماعيّة.

تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة السّياحة أدرجت هذا المتحف على خارطة السّياحة الريّاضيّة المحلّيّة والدّوليّة.