يبدو أن الاستحقاق الرئاسي قد دخل في مرحلة "الجدية" أكثر من أي وقت مضى، بعد أشهر على بدء فترة الشغور الرئاسي. فالحراك الصامت والبعيد من الإعلام الذي تشهده الساحة المسيحية والمارونية تحديداً، وحركة السفير السعودي وليد البخاري قاصداً كان أم مقصوداً بالزيارة! فضلاً عن كثرة الحديث إعلامياً عن مسألة فرض العقوبات على من تسوّل له نفسه تعطيل جلسة الإنتخاب، كل ذلك يشي باقتراب الـ"فينال" على أرض ملعب مجلس النواب بانتظار دعوة رئيسه نبيه بري للجلسة، حيث فضّل أن تعقد بعد انعقاد القمّة العربية في الرياض! ربما هي صدفة وربما "تكتيك" منه، أملاً بصفقة عربية - رئاسية على هامش القمة.


لقاء باسيل - صفا

هي ساعات قليلة تفصل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، عن لقاء مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، فبعد أشهر من انقطاع التواصل بين الحليفين اللذين افترقا رئاسياً على حب ورضا، يحمل اللقاء غداً دلالات كبيرة تخشاه أخصام وحلفاء الحزبين.

مصائب تجمع الأقطاب الموارنة على اختلافهم السياسي الكبير

وبغضّ النّظر عمّن طلب اللقاء (صفا طلب لقاء باسيل)، فإنّ اللقاء لن يخلو من الحديث عن الشغور الرئاسي والمرشّحين، وهنا بيت القصيد، إذ يتزامن ذلك مع تناقل أخبار عن قطبي الموارنة القوات والتيار والكتائب إلى جانبهما، باقترابهم من الاتفاق على تبنّي اسم موحدّ توحي الأجواء بأنه سيكون الوزير السابق جهاد أزعور، كخطوة أولى.

وبما أنّ المصائب تجمع كما يُقال، فإنّ ما يجمع الأقطاب الموارنة اليوم، على اختلافهم السياسي الكبير أكثر من مصيبة وجميعها مهمة، الأولى قطع الطريق على سليمان فرنجية ومنعه من الوصول إلى قصر بعبدا ولكلّ فريق أسبابه التي يتبناها على سابق إصرار، والثانية تريد من خلالها هذه القوى القول إن الموارنة هم من يختارون رئيس الجمهورية، أمّا الثالثة فهي الخشية من سيف العقوبات في حال عطّل اي فريق نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، كما كان البعض منهم يبدي رغبةً في السرّ والعلن، وبذلك يكون الأفرقاء الثلاثة قد اختاروا "أهون الشرور". 


جنبلاط 

في غضون ذلك، يبقى الموقف الجنبلاطي حتى هذه اللحظة مجهول المصير، بانتظار إطلالة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط المسائية علّه يحسم خياراته الرئاسية نهائياً، فعلى الرّغم من طرحه أسماء مثل صلاح حنين وجهاد أزعور وقائد الجيش العماد جوزيف عون وغيرهم للرئاسة، إلّا أنّه كان ولا يزال يختم كلامه بـ"تيمور يقرر"، وهذا ما يعطي جنبلاط الأب هامشاً زمنياً أكبر سعياً لالتقاط "إشارة" أو "وحي خارجي"، في حين يُنقل عن  تيمور عدم ممانعته السير بأزعور كمرشّح رئاسي. 

نصرالله: فرنجية مرشحنا اتفقوا على مرشح وتعالوا إلى الجلسة 

من جهته، أكَّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال كلمة له مساء الجمعة الفائت أنّ التطورات الأخيرة في ملف الاستحقاق الرئاسي إيجابية، وأنّ الوزير السابق سليمان فرنجية ليس مرشّح صدفة بالنسبة إلينا، بل هو مرشح طبيعي وجدّي، ونحن لا نفرض مرشحاً على أحد، ولْيرشّح كل طرف أي اسم يريد، ولنذهب إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس، موضحاً أنّ الأبواب لا زالت مفتوحة للنقاش والحوار والتلاقي في ملف رئاسة الجمهورية.

وشدد نصرالله، على أنّ "لا تعيين ولا تمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وعلى الجميع تحمّل مسؤولياته، وعدم التخلّي عنها. وعلينا كلبنانيين أن نستفيد من الأجواء الحالية الإيجابية في المنطقة"، موضحاً أن حكومة تصريف الأعمال لا تعيّن شخصاً في منصب حاكمية مصرف لبنان.

صفارة بري 

تنتظر القوى السياسية بغالبيتها صفارة بري التي سيدعو من خلالها إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، فهل سنكون أمام جلسة قريبة تنتتهي بما تشتهي السفن؟