خطف وقتل وطعن واطلاق نار هي سمة أحداث غالبية مسلسلات رمضان-2023 لهذا العام، أبرزها جاء في مسلسل "جعفر العمدة" على يد الفنان المصري محمد رمضان، والذي تبدأ قصته بحادثتي خطف وإجهاض، لتكونا بداية "الحكاية" ومحور سير الأحداث.

وعلى صعيد المسلسلات السورية، لم يكن الموضوع أخفّ وطأةً إذ إنّ أشهر مسلسلات هذا العام "الزند ذئب العاصي"، يبدأ بقتل والد عاصي (تيم حسن) بإطلاق نار، ثم يرد عاصي فوراً على اعتداء إدريس (فايز قزق) ويفقأ عينه بسكّين، والى حين تكرار عاصي فعلته بعين ادريس الثانية يشهد المسلسل الكثير من أحداث التعذيب والقتل بأساليب مختلفة.

أمّا مسلسل العربجي، فيبدأ بخطف زوجة عبدو العربجي (باسم ياخور) وقتلها، وخلال الأحداث تُحرق ابنته فيما تتوالى أحداث العنف الدامية بين أبطال العمل العربجي والهرايسي (طارق مرعشلي) وجركس (شادي الصفدي)، في حين تبدو أحداث القتل طبيعية جداً في سياق الأحداث!


الفنان السوري فايز قزق بدور ادريس في مسلسل الزند ذئب العاصي (فيسبوك)

كذلك، الضرب والسحل وتعنيف النساء من أكثر المشاهد المتكررة في مسلسل "زقاق الجن"، بالإضافة إلى خطف الأطفال وتعذيبهم والتي روّجاها كل من "محمد العاص" كاتب مسلسل زقاق الجن وزميله "علي معين صالح"  في مسلسل مربى العز.

بعض هذه الأحداث تبدو مشوّقة بالنّسبة للمشاهد حيث يتفرّع منها أحداث تُغني العمل، لكن هل بات العنف واجباً كمحرّض لتوتير الحدث الدرامي؟! هل أحصينا كم طعنة سكين وكم جَلدة تعذيب وكم صفعة وكم اعتداء حصلوا في المسلسلات التي عُرضت؟ وهل يختفي منطق الحوار بشكل كامل عن الشخصيات؟

البعض يرى أنّ العنف الذي نشاهده على الشاشة انعكاس للواقع وأنّهُ لا ريب في ذلك، بل على العكس فمشاهدة العنف تقلّل من فعلنا له في الواقع، بينما يخشى آخرون أن يقوم الأطفال خصوصاً بتقليد الأحداث العنفيّة وذلك أنه يتم تقديمها كحلّ صائب يأتي على يد بطل يحظى بإعجاب الجميع!