بعد سنوات على محاولات فريق "الحكمة" الفاشلة لإسقاط "الرياضي" عن عرشه ، وبعد النهائيّ الناريّ في الموسم الماضي الذي ضيّق خلالها الفريق الأخضر (الحكمة) الخناق على البطل، بدون أن يمنعه من اعتلاء عرش كرة السلّة اللبنانيّة للمرّة الـ 38 في مسيرة" النادي الأبيض والأصفر" في دوري الأضواء، يبدو أنّ إدارة "الحكمة" ورئيسها الفخريّ النائب جهاد بقرادوني قد اتّخذا قرار حاسماً وهو أنّ سنة 2026 هي سنة الفرصة المنتظرة لتتويج "الحكمة" والّتي قد لا تتكرّر مرّة جديدة.
ولذلك، عمد فريق "الحكمة" للمرّة الأولى منذ فترة طويلة إلى إجراء نفضة كاملة لجهازيه الإداريّ والفنّيّ، فطوى صفحة جناحي اللجنة للمواسم الأخيرة المتمثّلة بالنجمين السابقين جان عبد النور وإيلي مشنتف ليتسلّم الرئيس الفخريّ بقرادوني ومعه رئيس النادي المحامي راغب حدّاد رسم خارطة طريق إسقاط الرياضي بإعادة مدرّب الفريق الأخضر السابق جو غطّاس إلى قيادة الفريق بعد نجاح كبير له في تجربته في الدوري الليبيّ. وقاما بخطوة خاطفة بالتعاقد مع نجم المنتخب اللبنانيّ يوسف خيّاط "يويو" وتثبيت التعاقد مع اللاعب الصاعد في البطولة جهاد الخطيب، ليكون "الحكمة" قد وضع حجر الأساس لفريقه باكر جدّ ومستبق أيّ تحرّك لخصمه اللدود الرياضيّ أو أي ّفريق آخر.
ولكن ما لم يكن في الحسبان أنّ الفريق الأخضر كسر كلّ الخطوط الحمر للتعاقدات، إذ حطّم كلّ الأرقام القياسيّة في ارتباطه مع يويو خيّاط بعقد لم تعرفه كرة السلّة اللبنانيّة من قبل وهو مليونا دولار على ثلاثة مواسم أي نحو 700 ألف دولار في الموسم، ليتخطّى بفارق كبير العقد الّذي كان يربط الرياضي مع نجم كرة السلّة اللبنانيّة والآسيويّة وائل عرقجي وهو مليون و200 ألف دولار على ثلاثة مواسم.
ويمكن القول إنّ أحد أبرز الأسباب في اندفاع الفريق الأخضر هذا الموسم بعد العرض الفنّيّ الكبير له في السلسلة النهائيّة للموسم الماضي هو إدراكه أنّ عرقجي لن يكون مع أبناء المنارة هذا الموسم بعد ارتباطه مع فريق العلا السعوديّ بمبلغ قياسيّ أيضاً لأيّ لاعب لبنانيّ وهو مليون ومئتا ألف دولار في الموسم الواحد.
ومع تلك الأرقام غير المسبوقة والّتي فرضت تراجعاً تكتيكيّاً لبقيّة فرق البطولة وفي مقدّمتها نادي بيروت (مع استثناء وحيد تمثّل بتعاقد الهومنتمن مع اللاعب المخضرم أحمد ابراهيم بنحو مئتي ألف دولار للموسم) خلت الساحة لصراع لا سقف له بين الرياضي "البطل" والحكمة "المتحدّي".
وفي وقت يتجاذب الفريقان نجوم المنتخب اللبنانيّ في بلاد الـ"ساموراي"، قام الحكمة بخطوة استباقيّة ثانية بتعاقده مع لاعب ارتكاز المنتخب علي حيدر بنحو نصف مليون دولار لموسمين ليردّ عليه الرياضي بإعلان تعاقده مع هدّاف المنتخب اللبنانيّ في الدوري اليابانيّ سيرجيو درويش لينضمّ في الفاينل فور إلى القوّة الضاربة في تشكيلة المنارة والّتي تمكّن من الاحتفاظ بها، إنّما مع أرقام وتعاقدات أعلى بكثير من التعاقدات السابقة، إذ لم يعد هناك صفقة تحت المئتي ألف دولار في الموسم لأسماء لاعبي النخبة ككريم زينون وعلي منصور وهايك قيوكجيان وطبعاً قائد الفريق أمير سعود.
وعلى صعيد اللاعبين الأجانب، رفع "الأصفر" كما "الأخضر" سقف الأسماء كثيراً، فتعاقد الرياضي مع العملاق إيفان بوفا ليردّ عليه الفريق الأخضر بتعاقده مع المهاجم إريك غرين، والتعاقدان حسب مصادر مقرّبة من قطبي البطولة تخطّى كلّ منهما نصف المليون دولار.
كلّ هذه الأرقام تستبق ما قد يقوم به كلّ من الفريقين قبل المراحل النهائيّة من البطولات كافّة، كبطولة وصل أو آسيا والأهمّ طبعاً قبل انطلاق الفاينل فور وطبع السلسلة النهائيّة الّتي قد تحرق فيها كلّ الأرقام ومعها التعاقدات...
ويبقى الهاجس الأكبر: إلى أيّ مدى قد يصل سقف تلك المواجهة ومعه سقف التعاقدات. وهل يكون في إمكان طرفي المواجهة استيعاب عبئها إن استمرّت تلك الأرقام بالتصاعد العموديّ؟
ما هو مؤكّد أنّ نهائيّ هذا الموسم سيكون كناية عن عرض فنّيّ ومواجهة ماليّة عالية السقف...
فمن من الفريقين سيفوز وبالضربة القاضية؟
يرجى مشاركة تعليقاتكم عبر البريد الإلكتروني:
[email protected]