أحرزت الجامعة اللبنانية تقدمًا ملحوظًا في التصنيفات العالمية للجامعات، في إنجاز جديد يضاف إلى سجلها الأكاديمي والعلمي، إذ احتلت المرتبة 567 عالمياً بحسب مؤشر التصنيف العالمي لعام 2025، مقارنةً بالمرتبة 577 عام 2024، و601-650 عام 2023، و701-750 عام 2022. ويُتوقع أن تواصل هذا المسار التصاعدي وصولاً إلى المرتبة 515 في عام 2026، ما يعكس مسيرة تطور مستمرة وطموحة رغم كل التحديات.

مكانة رائدة في لبنان

على الصعيد المحلي، تحتل الجامعة اللبنانية المركز الثاني في لبنان، متقدمة على العديد من الجامعات الخاصة. أما في التخصصات الدقيقة، فقد أحرزت كليات الهندسة، والتكنولوجيا، والصيدلة المرتبة الأولى محليًا، ما يعكس قوة البحث العلمي، وجودة البرامج، وكفاءة الكادر التعليمي في هذه المجالات.

الجامعة الوطنية: ركيزة التعليم العالي في لبنان

تأسست الجامعة اللبنانية عام 1951، وهي الجامعة الوطنية الوحيدة في البلاد، وتضم اليوم أكثر من 80 ألف طالب موزعين على أكثر من 19 كلية ومعهداً في مختلف المناطق اللبنانية. تتميّز الجامعة برسومها الرمزية التي تتيح التعليم لمختلف الطبقات الاجتماعية، لتصبح الرافد الأساسي لسوق العمل في لبنان، خصوصاً في قطاعات التعليم، والقضاء، والهندسة، والطب، والعلوم.

ما يميز الجامعة اللبنانية؟

1. جودة التعليم رغم ضعف الموارد: تقدم الجامعة برامج أكاديمية تنافسية، يشرف عليها نخبة من الأساتذة والباحثين، رغم ما تعانيه من ضعف التمويل الحكومي.

2. تنوّع الاختصاصات: من الطب والهندسة إلى الفنون والعلوم الإنسانية، ما يعكس شموليتها.

3. التوزيع الجغرافي: تغطي فروعها معظم المناطق اللبنانية، ما يسهّل الوصول إلى التعليم الجامعي.

4. الإنتاج العلمي: أظهرت الجامعة في السنوات الأخيرة نشاطاً بحثياً بارزاً، مع ازدياد عدد الأبحاث المنشورة في مجلات علمية مرموقة.

نموذج أكاديمي في بيئة مأزومة

يقول الدكتور نجيب صليبا، الخبير في سياسات التعليم العالي، في حديثه لـ"الصفا نيوز"، إنّ "ما حققته الجامعة اللبنانية في التصنيف العالمي ليس إنجازاً عادياً، بل هو تأكيد على أن جودة التعليم لا ترتبط فقط بالمال، بل بالإرادة والكفاءة. الجامعة اللبنانية تمثل نموذجاً تعليمياً ناجحاً في بيئة تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة."

ماذا يقول الطلاب؟

سارة حداد، طالبة ماجستير في كلية العلوم تشارك تجربتها في الجامعة اللبنانية مع موقع الصفا نيوز وتقول "أنا فخورة بانتمائي للجامعة اللبنانية. صحيح أننا نواجه صعوبات في بعض الخدمات، لكن المستوى الأكاديمي والتحدي الفكري لا يقل عن أي جامعة خاصة."

كريم موسى، طالب في كلية الهندسة - الفرع الأول، يقول لـ"الصفا نيوز"، إنّ "ما يميّز الجامعة اللبنانية هو التنوع الثقافي والمعرفي والجدية في التعليم. الأساتذة هنا حريصون على نجاحنا، رغم التحديات اليومية."

في المحصّلة، تمثل الجامعة اللبنانية أكثر من مجرد مؤسسة أكاديمية، إنها العمود الفقري للتعليم العالي في لبنان، ومؤشر حيوي على قدرة الدولة اللبنانية – ولو في حدودها الدنيا – على إنتاج المعرفة، وتقديم فرص التعليم لجميع أبنائها. إن التقدم الذي أحرزته الجامعة في التصنيفات العالمية لعام 2025 ليس مجرد رقم، بل شهادة على صمودها، واحترافية كادرها، وإيمان طلابها بقدرتهم على التغيير.

ومع استمرار الدعم من الدولة والمجتمع، يمكن للجامعة اللبنانية أن تحقق مراتب أعلى، وتثبت أن الإرادة أقوى من الأزمات.