ظهر فريق الرياضي طوال موسم 2025 وكأنّه لا يقهر ليس فقط في لبنان بل على صعيد كامل القارّة الآسيويّة. فالرياضي ببساطة فاز هذا الموسم في 36 مباراة خاضها من أصل 37.

فهو فاز في بطولة لبنان إلى اليوم في 20 مباراة من أصل 21، وهو لم يخسر سوى مرّة واحدة في المراحل الأولى أمام نادي بيروت، ومن يومها لم يعد يعرف الخسارة لا بل أحرز 14 مباراة من أصل 21 بنتيجة تعدّت 100 نقطة وأربع مباريات أخرى سجّل خلالها الرياضي 99 نقطة .

وعلى صعيد البطولات الإقليميّة والآسيويّة، أحرز أبناء المنارة 8 انتصارات من 8 مباريات خاضها هذا الموسم في بطولة وصل غرب آسيا في كرة السلّة وأحرز لقبها بسهولة قبل أن يشارك في بطولة الفاينل إيت الآسيويّة ويحرز لقبها بخمسة انتصارات من خمس مباريات، ويدخل إلى دوري الأبطال الآسيويّ حيث تأهّل بقوّة إلى المباراة النهائيّة بأربعة انتصارات من أربع مباريات، قبل أن يأتي القدر بإصابة نجمه وائل عرقجي اللاعب الأفضل في آسيا أمام الفريق الصينيّ. وتدور شكوك كبيرة في أنّ أحد لاعبين الفريق الصيني تعمّد ارتكاب خطأ قاسٍ ضدّ اللاعب اللبنانيّ الّذي خرج من الملعب ممسكًا بكتفه وهو يعاني من آلام كبيرة.

وعلى الفور، عاد وائل عرقجي إلى بيروت، حيث خضع إلى عمليّة ناجحة في كتفه ولكنّه سيكون بعيدًا عن الملاعب لنحو ثلاثة أشهر وبالتالي لن يتمكّن حتّى من مشاركة منتخب لبنان في بطولة آسيا في شهر آب/أغسطس المقبل في المملكة العربيّة السعوديّة.

إصابة عرقجي ألزمت الرياضي خوض النهائيّ أمام بطل اليابان في كفّة متعادلة فنّيًّا وتقنيًّا، فخسر الفريق اللبنانيّ أفضليّته وخسر المباراة بفارق نقطة واحدة ليخسر أيضاً لقب دوري أبطال آسيا الّذي كان يدافع فيه عن لقبه.

وعلى الرغم من الأداء الرائع للاعبي الرياضي في هذا اللقاء مع ثلاثيّ التشكيلة الرئيسيّة لمنتخب لبنان علي منصور وهايك كيوكجيان وكريم زينون، إضافة إلى لاعب ارتكاز منتخب أستراليا ثون مايكر وعملاق منتخب البوسنة علم الدين كيكانوفيش، إلّا أنّ غياب وائل عرقجي (بعد غياب أمير سعود بسبب الإصابة أيضاً) أظهر أنّ أبناء المنارة افتقدوا في اللحظات الحاسمة قائد المجموعة الّذي يمكنه أخذ اللقاء على عاتقه ومن دون تردّد. وهذا ما يجيده وائل عرقجي مع المنتخب ومع الرياضي.

من هنا، تفتح أهمّيّة غياب عرقجي باب غياب بعض نجوم اللعبة في العالم عن فرقهم بسبب الإصابة ليتحوّل الفريق بين لحظة وأخرى إلى فريق في مستوى الفرق الأخرى.

تجربة إصابة وائل عرقجي، كان قد عاش نفسها بشكل فاضح أكثر فريق مانشستر سيتي بطل اوروبّا وبطل إنكلترا في السنوات الأربع الأخيرة بين عامي 2020 و2024 فيخسر جهود قائده النجم الإسبانيّ رودري الفائز بالكرة الذهبيّة لأفضل لاعب في العالم في عام 2024 قبل أن يتعرّض لإصابة في الرباط الصليبيّ ويخضع لعمليّة جراحيّة أبعدته طوال الموسم حيث خسر فريقه في انطلاق الموسم في سبع مباريات من تسع مواجهات لتسقط خطط مدرّبه المحنّك بيب غوارديولا ويخرج كلّيّاً من المنافسة في البطولة الإنكليزيّة ومعها دوري الأبطال بمفاجأة مدوّية أظهر كم أنّ السيتي يعتبر فريقًا عاديًّا من دون صانع ألعابه.

هذه التجربة كان عاشها أيضاًً العديد من الفرق الكبيرة عند رحيل نجومها وفي مقدّمتها البرازيل الّذي عند اعتزال بيليه دوليّاً في عام 1970، انتظر حتّى عام 1994 ليحرز لقب كأس العالم، وكذلك المنتخب الأرجنتينيّ الّذي انتظر ولادة النجم ميسي ليعوّض غياب الأسطورة مارادونا.

أمّا في كرة السلّة، فحدّث ولا حرج كيف تحوّل فريق شيكاغو بولز بطل دوري كرة السلّة الأميركيّة للمحترفين الـ NBA من فريق لا يقهر في عالم كرة السلّة إلى فريق متواضع في الدوري الأميركيّ عندما هجره أسطورة السلّة مايكل جوردان وهو ما زال ينتظر منذ حينها في عام 1998 وحتّى يوم ولادة نجم يقود البولز لإحراز لقب الدوري الاميركيّ للمحترفين.