لم يعد الحديث في رولان غاروس يركّز على مَن سيحرز لقب فرديّ الرجال بين كارلوس ألكاراز ونوفاك ديوكوفيتش ويانيك سينر أو من ستكون بطلة هذه الدورة؛ أتكون البيلاروسيّة أرينا سابالينكا أم الأميركية كوكو غوف؟، تحوّل التركيز إلى اللاعبة الفرنسيّة المغمورة لوييس بواسون وإلى أي مدى ستتابع مفاجآتها، وهي الّتي وجّه لها المنظّمون دعوة خاصة من خارج إطار المصنّفات أو المتأهلات للبطولة. فهذه أول بطولة كبرى تشارك فيها.

تحوّلت الفرنسيّة بواسون، ابنة الاثنين وعشرين عاماً والمصنّفة رقم 361 في العالم إلى حديث الساعة عندما أحرزت خمسة انتصارات على التوالي في الدور الأوّل والثاني والثالث لتعود وتقصي في الدور الرابع المصنّفة الثالثة في العالم جيسيكا بيغولا بنتيجة 3-6 و6-4 و6-4 في مباراة مجنونة تقدّمت فيها الأميركيّة باكراً لتعود الفرنسيّة وتنتفض في أوّل مشاركة لها في بطولة غراند سلام وأوّل مباراة لها على الملعب الرئيسيّ في رولان غاروس والّتي كانت أقصى حدودها بأن تتابع أحد مبارياته من على المدرّجات.

و لم تكتف الفرنسيّة بواسون بتأهّلها إلى الدور الربع النهائيّ بل تابعت مشوارها الناجح مطيحة في الدور الربع النهائيّ بالروسيّة ميرا أندرييفا بمجموعتين للاشيء بنتيجة 7-6 و6-3 لتكون أصغر لاعبة فرنسيّة في تاريخ بطولة رولان غاروس في التنس تصل إلى المباراة النصف النهائيّة.

وتحوّلت اللاعبة المغمورة بواسون إلى بطلة قوميّة في فرنسا، وأصبحت سيرتها على كلّ شفة ولسان لأنها الفرنسيّة الوحيدة المتبقّية في بطولة رولان غاروس من جهة بعدما كان أقصى طموحها أن تحاول اجتياز الدور الأوّل من البطولة.

وشاء القدر أن تعود النجمة الفرنسيّة الصاعدة أيضًا من وضع صعب، إذ إنّها تعرّضت في الفترة نفسها من الموسم الماضي إلى إصابة بالغة في الركبة استدعت أن تخضع لعمليّة جراحيّة للحم الرباط الصليبي أبعدتها عن الملاعب خمسة أشهر. وقد نصحها بعض المقرّبين منها بالابتعاد عن المباريات والدخول إلى عالم التدريب. لكنّها أصرّت على المتابعة لمحاولة تحقيق حلمها في المشاركة في بطولة رولان غاروس الّتي تابعت مبارياتها في الموسم الماضي من على شاشة التلفاز من داخل غرفتها في المستشفى.

واعتبر رئيس الاتّحاد الفرنسيّ لكرة المضرب جيل موريتون أنّ ما حقّقته اللاعبة الفرنسيّة هو حافز لكلّ ناشئ في هذه الرياضة، حيث له الحقّ بالطموح بينما اعتبر بطل رولان غاروس السابق يانيك نواه أنّ هذا الإنجاز هو درس تاريخيّ في عالم كرة المضرب.

ويعتبر إنجاز اللاعبة بواسون المشاركة ببطاقة دعوة رقماً قياسيّاً جديدًا لسجلّات الدورة الفرنسيّة، بعدما أصبحت لوييس بواسون اللاعبة الأولى الّتي تصل إلى المربّع الذهبيّ عن طريق المشاركة ضمن بطاقة دعوة، بعدما كانت النجمة السابقة ماري بيرس هي اللاعبة الوحيدة اّلتي شقّت طريقها إلى ربع نهائيّ رولان غاروس من خلال البطاقة الخاصة في تاريخ البطولة في عام 2002 عندما تأهّلت إلى المرحلة الربع النهائيّة حينها، ولكنّها اصطدمت بالعملاقة الأميركيّة سيرينا ويليامز الّتي فازت عليها في النصف النهائيّ بنتيجة 6-2 و6-2.

وستحصل الفرنسيّة بواسون على جائزة ماليّة ما كانت لتحلم بها بوصولها إلى المرحلة نصف النهائية، هي 780 ألف يورو ومن الممكن أكثر بكثير في حال فوزها على الأميركيّة كوكو غوف في المباراة النصف النهائيّة الّتي تنتظرها فرنسا والعالم بشغف. وكان مجموع الجوائز الماليّة الّتي حقّقتها بواسون في مسيرتها الاحترافيّة لم تتعدّ الـ 120 ألف يورو منذ احترافها كرة المضرب. وكانت غير معروفة حتّى في فرنسا خارج منطقة "سان مالو" في في مقاطعة برتاني الّتي انطلقت منها.

فهل تتابع الفرنسيّة حلمها في رولان غاروس، وتفوز في النصف النهائيّ لتتأهّل إلى النهائيّ وتفوز بلقب البطولة، كما وعدت الفرنسيّين بعد فوزها على أندرييفا؟ قالت لهم إنّ لديها "كلّ الإمكانات لتفوز بلقب البطولة".