ستكون العاصمة الفرنسيّة وجماهيرها ليل السبت أمام فرصة تاريخيّة انتظروها منذ أكثر من نصف قرن، وقد لا تتكرّر، عندما يواجهون عند الساعة العاشرة مساء بتوقيت بيروت في مدينة ميونيخ فريق إنتر ميلانو على لقب زعامة أوروبّا ودوري الأبطال.
فقد سنحت الفرصة للباريسيّين مرّة واحدة سابقًا في عام 2020 بالوصول إلى النهائيّ، ولم يتمكّنوا من النجاح فيها على الرغم من أنّ تشكيلتهم في حينها ضمّت أبرز لاعبي العالم، فسقطوا خلالها بنتيجة 1-0 أمام فريق بايرن ميونيخ الألمانيّ في البرتغال في نهائيّ من دون جماهير بسبب تدابير السلامة الصحّيّة لجائحة كورونا حينها.
وها هي الفرصة نفسها تتكرّر بعد خمس سنوات بقيادة المدرّب الإسبانيّ الثعلب لويس إنريكه صاحب نظريّة "كرة القدم الشاملة" المبنيّة على المواهب والطاقات الصاعدة لا على الأسماء الرنّانة.
فالمدرّب لويس إنريكه هو من اتّخذ القرار الجريء بالتخلّي عن النجم الفرنسيّ كيليان مبابي بعد عامين من تخلّي النادي الباريسيّ عن الأرجنتينيّ ليونيل ميسي وقبله البرازيليّ نيمار، ليتعرّض المدرّب الإسبانيّ مع انطلاق هذا الموسم إلى حملة إعلاميّة وجماهيريّة عنيفة، وضع تبعاتها خلفه وتابع بخارطة الطريق الّتي رسمها للفريق بهدوء ليبرهن لاحقًا للجميع أنّه هو من كان على صواب، وأنّ الرهان الّذي دعمه فيه الرئيس االقطريّ لنادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي كان صائبًا .
ويضمّ الفريق الباريسيّ هذا الموسم قوّة ضاربة متجانسة بقيادة المهاجم الفرنسيّ عثمان ديمبيلي وفي خط الدفاع البرازيليّ ماركينيوس قائد الفريق والنجم المغربيّ أشرف حكيمي وموزّع الألعاب البرتغاليّ فيتور فيتينيا ومن خلفهم الحارس الإيطاليّ الرائع جاينلويجي دوناروما. وتميّز مع الفريق هذا الموسم الظاهرة الفرنسيّة ديزيريه دووي لاعب خطّ الوسط الذي ما زال في العشرين من العمر والّذي خاض أخيراً أوّل مباراة دوليّة له مع منتخب الديوك.
وقد تمكّن باريس سان جرمان بقيادة إنريكه من تغيير صورته النمطيّة كنادٍ لمّاع أو فريق النجوم وحسب الّتي كانت تلازمه منذ بداية الحقبة القطريّة في عام 2013، وذلك بفضل مشروع رياضيّ متجدّد وأداء رفيع المستوى. وخلال المواجهة في نهائيّ دوري الأبطال المنتظرة ليل السبت أمام إنتر ميلان، سيكون في إمكان لاعبي الفريق الباريسي ليس فقط حمل اللقب بل أيضًا تعزيز الفوز في قلوب الجماهير الباريسيّة والفرنسيّة، إذ إنّ فرنسا الّتي تعتبر من أبرز المنتخبات في عالم كرة القدم لم يحرز أيّ نادٍ منها لقب دوري الأبطال الأوروبّيّ سوى مرّة واحدة عندما أحرز فريق مرسيليا في عام 1993 لقب دوري الأبطال بفوزه حينها في المباراة النهائيّة على نادي الميلان الإيطاليّ.
فهل يكون اللقب للفرنسيّين عندما يلتقون في نهائيّ دوري الأبطال أحد قطبي الكرة في مدينة ميلانو؟
ما هو مؤكّد أنّ نسبة الفوز ستكون منطقيًّا متقاربة جدًّا، وخصوصًا أنّ الطرف الآخر من المباراة النهائيّة هو فريق إنتر ميلانو العريق الّذي أقصى في المباراة نصف النهائيّة فريق برشلونة الإسبانيّ الّذي كان المرشّح الأقوى لإحراز اللقب.
ويعتمد إنتر ميلانو من جهته على الدفاع الصارم ومعه الهجمات المرتدّة السريعة مع مجموعة لاعبين مميّزين في مقدّمهم الحارس السويسريّ يان سومر ومجموعة من اللاعبين المميّزين، أبرزهم المهاجم الفرنسيّ الدوليّ ماركوس تورام ابن بطل العالم ليليان تورام ومواطنه الفرنسيّ الدوليّ بنجامن بافار والإيطاليّ الدوليّ فريديريكو ديماركو والهدّاف الأرجنتينيّ لاوتارو مارتينيز.
يبقى انتظار النهائيّ المنتظر منتصف ليل السبت لمعرفة ما إذا كان الباريسيّون سيستقبلون الكأس الأوّلى لدوري الأبطال الأوروبيّ أم سيحرز فريق إنتر ميلانو الإيطاليّ لقبه الرابع والأوّل منذ عام 2010.