ما يصحّ في لبنان لا يصحّ في أيّ بلد آخر. فقد شهد لبنان في ظرف 48 ساعة في منتصف شهر أيّار الحاليّ سابقة لم تعرفها أيّ دولة أخرى على الكرة الأرضيّة. فقد أصبح للبنان لجنتان أولمبيّتان أبصرتا النور في 14 و 16 أيّار الحاليّ.
وما كان يهمس بالسر ّوما كان يخشى من حدوثه في الأسابيع والأشهر الماضية، أصبح واقعًا لم يعد هناك مفرّ منه... فقد وُلِدت لجنتان، لجنة تنفيذيّة أولى برئاسة المحاضر الأولمبيّ جهاد سلامة وتجمع الاتّحادات الّتي تُعتبر في وسط جماهير الرياضة في لبنان هي الاتّحادات النشيطة والفاعلة كما هي الحال مع كرة السلّة الّتي انتقلت برئاسة أكرم الحلبي لاّتحادها إلى العالميّة وأصبحت الرقم الصعب في القارّة الآسيويّة. وهي تضم أيضًا الاتحادات التي شارك رياضيّوها في الألعاب الأولمبيّة الأخيرة في باريس، كالتايكواندو التي كادت بطلتها ليتيسيا عون أن تخطف ميداليّة لم يعرفها لبنان منذ أولمبياد موسكو في عام 1980، عندما تأهّلت إلى نصف النهائيّ وخسرت بسبب تعرّضها إلى إصابة في الساق.
كذلك تحظى اللجنة التنفيذيّة برئاسة سلامة على دعم كامل من الاتّحادات القويّة والمعروفة بمشاركاتها الدوليّة ومن أبرزها التنس (حيث النتائج الرائعة لفريق كأس دايفيس اللبنانيّ)
وكرة الطائرة وألعاب القوى والجودو والتزلّج والمبارزة، وحيث جاء لافتاً حضور جمعيّتها العموميّة ثمانية أعضاء من أصل 14 من اللجنة التنفيذيّة للّجنة الأولمبيّة السابقة أي أكثريّة أعضائها.
من الجهة الثانية، يعتمد الرئيس السابق للّجنة الأولمبيّة اللبنانيّة بيار جلخ على انتخابه في 16 أيّار الماضي بجمعيّة عموميّة يعتبر جلخ أنّها تلقّت دعم المجلس الأولمبيّ الآسيويّ وتضمّ اتّحاداً كبيراً هو كرة القدم ومجموعة كبيرة من الاتّحادات الأخرى وهي بحسب بيار جلخ والفريق الّذي يحيط به 18 اتّحادًا رياضيًّا في الجمعية العمومية التي عقدت في مقر اللجنة التنفيذية في الحازمية وتعتبر نفسها صاحبة العدد الأكبر من الاتحادات، بينما تعتبر الجهة الأخرى المؤيدة لسلامة أنّ بين تلك الاتّحادات التي حضرت الجمعية العمومية من لا يحقّ لها التصويت كما السباحة بسبب حلّ لجنتها الادارية، وتشكيل لجنة عوضاً عنها وهي مكلّفة حصراً بإدارة شؤون لعبتها، كما تؤكد أن اتحاد الملاكمة الذي شارك في التصويت لجلخ هو غير موجود ضمن لائحة الاتّحاد الدوليّ للملاكمة .
كما استندت الجمعيّة العموميّة للرئيس السابق بيار جلخ على مشاركة ثلاثة اتّحادات رياضيّة هي "السكايت بورد" و "الخماسيّ الحديث" و "ركوب الأمواج" والّتي كانت وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقدريان قد شطبنها لعدم استيفائها الشروط القانونيّة والفنّيّة.
وبهذا الانقسام، يكون لبنان قد دخل رياضيًّا في المجهول في سابقة على الصعيد الدوليّ وسيكون عنوان المرحلة المقبلة الترقب لردّات الفعل الدوليّة والاعتماد على محاولات داخليّة.
أمّا ما هو ممكن بأن يكون بصيص نور للخروج من النفق، هو أنّ لبنان الرسمي حاليًّا يستفيد من العهد الجديد الذي وضع خارطة طريقه الرئيس العماد جوزف عون وهو طي صفحة الماضي الأليم والذهاب الى الإصلاح والتغيير. وللمرّة الأولى منذ فترة طويلة تقوم وزيرة الشباب والرياضة الوزيرة نورا بيرقدريان بمجهود جّدي بعيدًا جدًّا عن كلّ الأضواء، حيث تعمل بمسؤوليّة وطنيّة ولا تحتكم إلّا للقوانين، ولم تدخل في الزواريب الضيّقة التي وقع فيها سلفها وأوصلت الأمورفي الادارة الرياضية إلى ما نحن عليه اليوم.
فهل سيكون للبنان الذي عرف بنظامه الجديد اتّفاق الطائف بعد الحرب الأهليّة اللبنانيّة مؤتمر طائف رياضيّ أيضًا؟