تقرير خالد مجاعص
انتهت ليل الأحد بطولة كأس آسيا في كرة السلّة-جدّة 2025 بتتويج منتخب أستراليا بطلاً على كامل القارّة الكبرى، للمرّة الثالثة على التوالي في بطولة لم يتأهّل أيّ منتخب عربيّ إلى الدور الربع النهائيّ، باستثناء المنتخب اللبنانيّ الذي كان وحيداً في هذا الدور لكنّه لم يصمد كثيراً فتهاوى أمام نيوزيلندا الّتي سرقت منه بطاقة الدور نصف النهائيّ.
وبهذا، تكون النسخة العربيّة من بطولة كأس آسيا في مدينة جدّة قد شهدت تراجعاً كبيراً لكرة السلّة العربيّة أمام منتخبات شرق آسيا وأوقيانيا، فسقطت منتخباتها المشاركة سريعاً، وفي شكل خاصّ سوريا والأردن وقطر، بينما أظهرت الدولة المضيفة جهداً لتطوير فريقها ولكنّها كانت تحتاج إلى مزيد من الوقت يبقى في حاجة إلى الوقت ووضع خارطة طريق لتسويق تلك الرياضة أي كرة السلّة داخل المملكة كثانية الرياضات الشعبيّة خلف كرة القدم الّتي تحلّق بعيداً جدّاً عن بقيّة الألعاب.
أمّا منتخب لبنان فقد ظهر في تلك البطولة في وجهين مختلفين، وجه أوّل وهو امتلاكه نواة من نجوم اللعبة في القارّة الآسيويّة واستراتيجيّة عمل ومتابعة رائعة من اتّحاد اللعبة ورئيسه في دعم المنتخبات من فئاتها العمريّة إلى فريقها الأوّل.
أمّا الوجه الثاني فهو أنّ منتخب لبنان عانى من غياب الجاهزيّة مقارنة بمنتخبات شرق آسيا وأوقيانيا، وذلك لأسباب عدّة منها قسريّة كانطلاق البطولة المحلّيّة في وقت متأخّر من الموسم بسبب الأوضاع الأمنيّة الّتي عاشها لبنان في نهاية عام 2024 وبداية العام الحاليّ، وكذلك عدم جدّيّة التزام بعض اللاعبين الّذين جاء التحاقهم بالمنتخب خوفاً من الإيقاف، وصولاً إلى عدم سماح اللجنة الطبّيّة للاتّحاد الدوليّ للنجم اللبنانيّ وائل عرقجي بالانضمام إلى المنتخب، فدخل الفريق اللبنانيّ البطولة بـ 11 لاعباً عوضاً عن 12 لاعباً كما المنتخبات الأخرى.
يبقى أنّ الاستنتاج الأبرز لأداء الفريق اللبنانيّ في البطولة أكّد بما لا شكّ فيه أنّ الوقت قد حان لكي يطوي منتخب لبنان صفحة التعاقد مع المدرّبين الأجانب الّتي اظهرت مرّة جديدة أنّها لا تتناسب مع العقليّة المحلّيّة في لبننة الجهاز الفنّيّ، خصوصاً في الاستحقاقات الطويلة كبطولة القارّة الآسيويّة أو بطولة العالم والّتي تمتدّ على فترة شهر كامل بين معسكرها وبطولتها.
ولهذا، فإنّ العقليّة الغربيّة تعتمد على نظام الانضباط الكامل والتدريب المكثّف والعمل الجماعيّ ولا تترك هامش الحرّيّة (الفوضى المنظّمة) التي هي صفة للّبنانيّين في أيّ مجال عمل أو حياة. وبعد خروج منتخب لبنان أمام نيوزيلندا بطريقة دراماتيكيّة، بعد هدره تقدّما بـ 22 نقطة في منتصف اللقاء ليخرج بفارق أربع نقاط، جاء قرار الاتّحاد اللبنانيّ بالاستعانة بمدرّب لبنانيّ. وسيكون مدرّب الرياضي أحمد فرّان هو المدرّب الجديد للمنتخب اللبنانيّ الذي من المتوقّع أن يعلن عنه رسميّاً اتّحاد اللعبة في الأيّام المقبلة.
كذلك، فإنّ منتخب الأرز سيطلق التغيير في منتخبه الأوّل بعد اعتماده على مجموعة واحدة منذ عام 2021، وقد استبق التغيير نجم الرياضي هايك قيوكجيان بإعلانه الاعتزال دوليّاً، وكذلك من المتوقّع أن ينهي كلّ من قائد الفريق أمير سعود ولاعب الارتكاز علي حيدر مسيرتهما الدوليّة الّتي استمرّت لأكثر من 15 عاماً، ليبنى المنتخب على تشكيلة متجانسة تضمّ لاعبين حاليّين وفي مقدّمتهم وائل عرقجي ويويو خيّاط وكريم زينون وعلي منصور مقابل وجوه واعدة وفي مقدّمتها جهاد الخطيب وعمر جمال الدين وكارل زماطا.
أمّا عن دخول القارّة الأوقيانيّة إلى بطولات القارّة الآسيويّة، فقد بدا أنّه تحوّل من نعمة إلى نقمة، إذ إنّ المنتخب الأستراليّ فرض سيطرة مطلقة على البطولة القارّيّة، فهو منذ إعلان الاتّحاد الدوليّ الفيبا انضمام أستراليا واوقيانيا إلى القارّة الآسيويّة، فاز منتخب الكنغارو ببطولاتها كافّة، فهو انطلق بالمشاركة في كأس آىسيا في عام 2017 في لبنان ففاز بلقبها، ليعود ويشارك في بطولة آسيا في عام 2022 ليحرز بطولتها أيضاً ولو بمنتخب من الصفّ الثاني ويكرّر هذا الإنجاز في جدّة قبل ساعات ليحرز لقب القارّة للمرّة الثالثة وبمنتخب هو عبارة عن لاعبين نصفهم من الصف الثانيّ والنصف الآخر من مستوى الرديف الثالث فتكون أستراليا منتخباً لم يعرف طعم الخسارة يوماً في 18 مباراة خاضها كمجموع لعدد المباريات الّتي خاضها في تلك البطولات.