هنا ينتهي كلّ شيء... فالمشوار الماراتونيّ بين ريال مدريد ومدرّبه الأسطورة كارلو أنشيلوتي وصل حكمًا إلى خواتيمه بعد سقوط الريال الدراماتيكيّ في كلاسيكو مجنون أمام خصمه التاريخيّ برشلونة بنتيجة 3-4 .

وبهذا السقوط، يكون فريق ريال مدريد قد طوى أحد أسوأ مواسمه إن لم يكن الأسوأ.

الفريق الملكيّ الّذي يعتبر الأبرز والأشهر والأقوى على مساحة الكرة الأرضيّة خسر كلّ رهاناته هذا الموسم. فبعد خروجه من الباب الخلفيّ في مسابقة دوري الأبطال بسقوطه في البطولة الّتي أحرز لقبها 15 مرّة أمام أرسنال في الدور ربع النهائيّ، ها هو يخسر أيضًا آخر فرصة له في المنافسة على لقب الدوري الإسبانيّ الـ"ليغا" بسقوطه أمام خصمه اللدود برشلونة بنتيجة 4-3 .

وجاء هذا السقوط أمام برشلونة ليزيد من غضب الجماهير المدريديّة على الجهاز الفنّيّ بقيادة الإيطاليّ المحنّك كارلو أنشيلوتي، إذ تعالت الأصوات مطالبة أنشيلوتي بالرحيل فورًا، كون فريق ريال مدريد تعرّض هذا الموسم إلى هزيمته الرابعة على التوالي أمام برشلونة في سابقة لفريق الريال في تاريخه.

وكان سبق لريال مدريد أن تعرّض إلى أربع خسارات وتعادل في موسم 1982 ولكنّه لم يتعرّض أبدًا إلى سلسلة كاملة من الخسارات أمام الفريق الكاتالونيّ في موسم واحد. وقد "زاد الطين بلّة" أنّ شباك فريق كارلو أنشيلوتي قد تلقّت للمرّة الأولى أيضًا أمام برشلونة 16 هدفًا في موسم واحد.

ونقلت صحيفة "لا ماركا" علّقت فجر الإثنين على الطريق العامّ الذي سيجتازه الفريق في عودته من برشلونة وسط العاصمة مدريد صورة عليها كلمة واحدة وهي "العار"، ووضعت في . وبهذا يكون الريال قد خسر كلّ رهاناته الكبيرة لهذا الموسم مع سقوطه في دوري الأبطال الأوروبيّ وخسارته نهائيّ كأس الملك في إسبانيا وخسارته أيّ فرصة حسابيّة لمنافسة برشلونة في الجولات الثلاث الأخيرة من لقب الدوري الإسبانيّ.

يبقى أنّ كارلو أنشيلوتي أصبح حكمًا خارج أسوار القلعة الملكيّة، إذ اعتبر أنّ الدفاع السيّء كان نقطة ضعف فريق ريال مدريد، لينهي أنشيلوتي (65 عامًا) مغامرة كبيرة جدًّا جمعته مع الريال.

وينظر إلى كارلو أنشيلوتي كأحد أبرز المدرّبين في تاريخ كرة القدم، وهو الوحيد الّذي تمكّن من إحراز خمسة ألقاب في دوري الأبطال وخوض ستّ مباريات نهائيّة، وهو المدرّب الوحيد الّذي أحرز الألقاب الأوروبّيّة كافّة كمدرّب، والمدرّب الوحيد الّذي أحرز لقب كأس العالم للأندية ثلاث مرّات.

وإضافة إلى أرقامه القياسيّة كمدرّب على صعيد القارّة الأوروبّيّة، فهو أيضًا سيطر على الدوري الإسبانيّ حتّى تاريخ الأمس. سيكون الطلاق بينه وبين الفريق الملكيّ واقعًا، ومن المتوقّع أن ينتقل المدرّب أنشيلوتي إلى القارّة الأميركيّة اللاتينيّة ليكون مديرًا فنّيًّا إنقاذيًّا لمنتخب البرازيل ويقوده لكي يعود القوّة الضاربة ويكون بالتالي المرشّح الأبرز لإحراز كأس العالم في صيف 2026.

ومن المتوقّع أن يبدأ كارلو أنشيلوتي مهامه مع المنتخب البرازيليّ في بداية شهر حزيران المقبل، وقد يصل راتبه إلى نحو 11 مليون دولار أميركيّ سنويا، من دون احتساب الحوافز وحصّته من الإعلانات والرعاية.

وبذلك، سيشكر الجمهور البرازيليّ فريق برشلونة الّذي بفوزه القياسيّ هذا الموسم على الريال، أنهى كلّ محاولة من قبل الإدارة المدريديّة لتجديد عقد مدرّبه، وبالتالي تكون الأمور وصلت إلى خواتيمها وفتحت خارطة طريق ستجمع أكثر مدرّب صاحب إنجازات في العالم مع أكثر منتخب فاز بلقب كأس العالم.