بعد 24 ساعة على إسدال الستار على مواجهات دور الذهاب من نصف نهائيّ دوري الأبطال في كرة القدم مع فوز باريس سان جيرمان الفرنسيّ في لندن على الأرسنال الإنكليزيّ 1-0 وسقوط برشلونة على أرضه في إسبانيا في فخّ التعادل مع إنتر ميلانو 3-3، يحاول جميع مراقبو اللعبة وكذلك جماهير كرة القدم استكشاف ما إذا كانت هناك فرصة ما لبرشلونة أو الأرسنال للتأهّل إلى نهائيّ البطولة، أو أنّ الأمور أصبحت شبه منتهية لناحية تأهّل باريس سان جيرمان ومعه الإنتر إلى المباراة النهائيّة؟
الأكيد هو أنّ الفريق الباريسيّ -على الورق- الأقرب بين الفرق كافّة للتأهّل إلى المباراة النهائيّة ولو أنّ الأرقام وكذلك الإحصاءات السابقة تظهر أنّ الفريق الباريسيّ لم يتأهّل سوى مرّة واحدة فقط في السابق إلى المباراة النهائيّة .
فباريس سان جيرمان بنسخة الـ2025 أصبح بالفعل يتمتّع بعصا سحريّة كان قد افتقدها فريق العاصمة الفرنسيّة من قبل. في حال تأهّله الأسبوع المقبل إلى نهائيّ دوري الأبطال سيكون الفريق الباريسي قد كسر إلى غير رجعة عقدة الباريسيّين في رفع كأس الأبطال، والأهمّ أنّه سيكون قد خلع ثوب صرف ميزانيّة ما يقارب الملياري يورو الّتي وضعها في تصرّفه راعي الفريق دولة قطر في السنوات الماضية عبر ضمّ باريس سان جيرمان أبرز أسماء اللعبة على الكرة الأرضيّة في فريق واحد.
الفريق الباريسيّ كان قد ضمّ إلى صفوفه طوال المواسم الماضية كلّ من ليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي ومعهم كوكبة من أبرز اللاعبين كالإيطاليّ فيراتي والبرازيليّين ماركينيوس وتياغو سيلفا والأرجنتينيّ أنخيل دي ماريا وقائد دفاع إسبانيا سيرجيو راموس، من دون أن ننسى إديسون كافاني وقبله زلاتان ابراهيموفيش وقبلهم كلّهم الجوهرة البرازيليّة رونالدينيو، لكنّه لم يتمكّن أبدًا من إحراز لقب دوري الأبطال، لا بل لم يتمكّن سوى مرّة واحدة من التأهّل إلى المباراة النهائيّة في عام 2020 عندما سقط أمام بايرن ميونيخ. فجاء القرار الصعب لإدارة الفريق الباريسيّ هذا الموسم بالذهاب إلى سيناريو معاكس تمامًا مع المدرّب الإسبانيّ لويس أنريكه.
برهن باريس سان جيرمان هذا الموسم للفرنسيّين قبل الأوروبّيّين أنّ إحراز الألقاب لم يعد يتّكل على الأسماء بل على الأفعال، وهذا ما يقوم به لويس أنريكه ولاعبوه. أمّا كلمة سرّ النادي فكانت العبارة الّتي طلب فيها لويس أنريكه من إدارته "التخلّي عن نجوم كرة القدم والسماح له ببناء قوّة ضاربة من اللاعبين الصاعدين والمتعطّشين لإثبات مواهبهم".
وبهذا السيناريو والتكتيك الجديد، سرق الفريق الباريسيّ الأضواء عبر إسقاطه فريق ليفربول في دور الـ16 في أمّ المفاجآت ليعود ويتفوّق على أستون فيلا في الربع النهائيّ قبل أن يذهب إلى لندن ويسقط الأرسنال القويّ في ذهاب الدور النصف النهائيّ بنتيجة 1-0 .
الفريق الباريسيّ أظهر تجانسًا كبيرًا بين صفوفه مع حارس مرمى رائع هو الإيطاليّ دوناروما ومن أمامه رباعيّ في خطّ الدفاع بقيادة المغربيّ أشرف حكيمي والبرازيليّ ماركينيوس. أمّا القوّة الباريسيّة فهي في سرعة تحرّك خطّ الوسط مع البرتغاليّ فيتينيا الّذي يتمتّع بنسبة تمريرات صحيحة تصل في المباريات الحاسمة إلى أكثر من 80 في المئة نجاحًا، وإلى جانبه الورقة الرابحة الفرنسيّ ديزيره دووي (19 سنة فقط) والّذي من المتوقّع أن يكون في الأشهر المقبلة أحد أبرز اللاعبين في العالم، إضافة إلى مهاجم الفريق الفرنسيّ عثمان ديمبيلي أحد أخطر الهدّافين في العالم حاليًّا.
وبذلك، تكون العصا السحريّة الّتي خلقها لويس أنريكه قد وضعت بصمتها بقوّة داخل الملاعب العشبيّة، والّتي يبقى لديها امتحان أخير الأسبوع المقبل في مباراة إياب ستكون طاحنة لأنّ الأرسنال لديه كلّ شيء ليعود من بعيد. لن يفرّط في فرصة تاريخيّة للتأهّل للمرّة الثانية إلى نهائيّ دوري الأبطال، خصوصًا وأنّه يمتلك أوراقًا رابحة كثيرة أبرزها الإنكليزيّان دكلان رايس وبوكايو ساكا وإلى جانبهما النرويجيّ مارتن أوديغارد. الأهمّ أنّ الفريق اللندنيّ الّذي يعرف بالـ"غانرز" أيّ المدفعجيّين في إمكانه في أيّ لحظة قلب الطاولة على الجميع، وهذا ما قد يفعله في مباراة الإياب... وتاريخ 7 أيّار/مايو 2025 قد يكون شاهدًا على ذلك.