هل سبق لك أن استيقظت صباحًا وأنت تردد لحنًا معينًا من دون أن تتذكر متى أو أين سمعته؟ هذه الظاهرة تُعرف علميًا باسم "الدودة الأذنية" (Earworm)، وهي تجربة شائعة يعاني منها معظم الناس، إذ تتكرر مقاطع موسيقية في أذهانهم بشكل لا إرادي.​

ما هي الدودة الأذنية؟

الدودة الأذنية هي تجربة نفسية تتمثل في تكرار لحن أو مقطع موسيقي في الذهن من دون وجود مصدر خارجي للموسيقى. تُعرف علميًا باسم "الصور الموسيقية غير الإرادية" (Involuntary Musical Imagery)، وتحدث عندما تتكرر مقاطع موسيقية في العقل بشكل غير مقصود. إذ تشير الدراسات إلى أن هذه الظاهرة شائعة جدًا وتحدث لدى معظم الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم.​

لماذا تعلق بعض الأغاني أكثر من غيرها؟

تشير الأبحاث إلى أن بعض الخصائص الموسيقية تجعل الأغاني أكثر عُرضة لأن تصبح ديدانًا أذنية:​

- الإيقاع السريع والبسيط: الأغاني ذات الإيقاع السريع والبنية البسيطة تكون أكثر عرضة للثبات في الذهن.​

- التكرار: الأغاني التي تحتوي على تكرار في اللحن أو الكلمات تساهم في تعزيز الذاكرة الموسيقية.​

- السهولة في الغناء: الأغاني التي يسهل ترديدها أو غناؤها تزيد من احتمالية تحولها إلى ديدان أذنية.​

- التعرض المتكرر: الاستماع المتكرر لأغنية معينة يزيد من احتمالية تعلقها في الذهن، حتى لو لم تكن الأغنية مفضلة.​

كيف يتفاعل الدماغ مع الديدان الأذنية؟

عندما تتكرر أغنية في الذهن، ينشط الدماغ مناطق مشابهة لتلك التي تنشط عند الاستماع الفعلي للموسيقى، مثل القشرة السمعية والقشرة الحركية. هذا يشير إلى أن الدماغ يعيد تشغيل الأغنية داخليًا، مما يفسر سبب صعوبة التخلص منها.​

كيف نتخلص من الأغاني العالقة في الذهن؟

إذا كانت الديدان الأذنية مزعجة، يمكن تجربة بعض الاستراتيجيات للتخلص منها:​

- الانخراط في نشاط ذهني آخر: مثل حل الألغاز أو قراءة كتاب، لتحويل التركيز بعيدًا عن الأغنية.​

- الاستماع إلى الأغنية كاملة: أحيانًا، إكمال الاستماع إلى الأغنية يساعد في إنهاء التكرار الذهني.​

- مضغ العلكة: تشير بعض الدراسات إلى أن مضغ العلكة يمكن أن يقلل من تكرار الأغاني في الذهن، ربما لأنه يشغل العضلات المستخدمة في النطق.​