ينتظر عشّاق الرياضة في العالم ليل السبت 26 نيسان انطلاق المواجهة الأبرز في كرة القدم بين ريال مدريد وبرشلونة، وذلك ضمن نهائي مسابقة كأس الملك.

وقد أطلق على لقائهما عنوانًا كبيرًا وهو نهائي "كلاسيكو الكرة الأرضيّة"، إضافة إلى أنّ المواجهة بينهما لن تكون لا في مدريد ولا في برشلونة بل في مدينة فالنسيا الحياديّة وعلى الملعب الجديد "لا كاروتخا" في أوّل مباراة رسميّة لأحد الملاعب الرئيسيّة لمونديال إسبانيا والبرتغال والمغرب في عام 2030.

وفي مناسبة هذه المواجهة الناريّة المنتظرة، لن ندخل في سرد التفاصيل الفنّيّة والتكتيكيّة بين قطبي اللعبة وعن جهوزيّة اللاعبين، إنّما سنقوم بتحقيق مسهب وشامل عن تاريخ الكلاسيكو بالأرقام والمحطّات التاريخيّة وأسباب إطلاق اسم الـ"كلاسيكو" أيضًا على مواجهتهما.

فالكلاسيكو كلمة إسبانيّة جاءت من الـ"كلاسيكيّة" في اللغة الإنكليزيّة، وهي تحمل في معناها المواجهة التقليديّة بين قطبي اللعبة في أكبر مدينتين في إسبانيا. وتلفت كلّ مواجهة بينهما أنظار العالم أجمع اليها سواء أتت في الدوري الإسبانيّ أو في مسابقة الكأس أو ضمن مواجهات الدوري الأوروبّيّ.

ويعود اللقاء الأوّل الرسميّ بينهما تحت راية الكلاسيكو إلى نحو مئة عام وتحديدًا إلى عام 1929. وقد التقيا منذ حينها في 259 مباراة رسميّة حيث فاز الفريق الملكيّ في 106 مواجهات مقابل 102 انتصارًا لبرشلونة بينما تعادلا في 51 مباراة.

وقد شهد تاريخ 19 حزيران/يونيو 1943 النتيجة الأعلى بالأهداف بينهما عندما انتهت مواجهتهما بفوز الريال بنتيجة 11-1 بينما يعتبر قائد خطّ وسط برشلونة السابق سيرجيو بوسكتس أكثر لاعب في العالم خوضًا للكلاسيكو مع مشاركته فريقه برشلونة 48 مباراة. أمّا أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف في مباريات الكلاسيكو، فهو نجم كرة القدم العالميّ الأرجنتينيّ ليونيل ميسي الّذي سجّل 26 هدفًا لفريقه الكاتالونيّ في شباك مدريد في 17 عامًا أمضاها مع فريقه برشلونة من عام 2004 وحتّى عام 2021 .

أمّا على صعيد نهائي مسابقة كأس الملك في إسبانيا، فبعد 11 عامًا من آخر مواجهة بينهما، يتجدّد الكلاسيكو بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة في نهائي النسخة الحاليّة من بطولة كأس ملك إسبانيا. ففي نهائي هذه المسابقة، يملك ريال مدريد أسبقيّة تاريخيّة طفيفة على خصمه اللدود برشلونة، إذ فاز النادي الملكيّ في أربعة نهائيّات مقابل ثلاثة للفريق الكتالونيّ.

أمّا أسباب اعتبار كلاسيكو إسبانيا الحدث الأبرز في الرياضة على مساحة الكرة الأرضيّة، فهو لا شكّ لأنّه الأكثر متابعة بين كلّ المواجهات الأخرى خلال آخر ثلاثة عقود على الأقلّ، ولأنّه لا يوجد أيّ ديربي أو كلاسيكو آخر يحظى باهتمام إلى هذا الحدّ من وسائل الإعلام ومنصّات التواصل والجماهير.

ويبقى من أبرز الدلالات أنّه منذ بداية الألفيّة الثالثة، لن نجد أيّ مباراة أخرى تضمّ هذا العدد الهائل من نجوم كرة القدم مثلما يقدّمه لنا الكلاسيكو الإسبانيّ، وكانت البداية مع جالاكتيكوس ريال مدريد، وذلك عندما شكّل فلورنتينو بيريز فريق يضمّ كوكبة من النجوم احتوى على الظاهرة رونالدو وزين الدين زيدان ولويس فيجو وراؤول جونزليس وروبرتو كارلوس وديفيد بيكهام وغيرهم من نجوم الصفّ الأوّل، لتتوالى الأسماء تباعًا مع كريستيانو رونالدو، وصولًا إلى فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي .

كذلك، من جهة برشلونة مجرّد ذكر اسم دييغو أرماندو مارادونا سابقًا وبعده البرازيليّ روماريو من ثمّ النجم الأرجنتينيّ ليونيل ميسي على مدى 15 عامًا كاملًا وإلى جانبه أسماء رنّانة مثل نيمار أو لويس سواريز، وصولًا إلى أبرز نجوم اللعبة حاليًّا في منتخب إسبانيا مثل لامين يامان وغافي وداني أولمو وفرّان توريس أو البرازيليّ رافينيا لكي تكون الحقبات الماضية والسابقة والحاليّة هي في حدّ ذاتها الحقبة الأبرز من دون منازع في عالم الرياضة بشكل عامّ وكرة القدم بشكل خاصّ.

ويرى مراقبو كرة القدم أنّ الرهان في المواجهة المنتظرة بينهما ليل السبت 26 نيسان تتجاوز كونها نهائي الكأس، إذ إنّه من الممكن جدًّا أن تؤثّر نتيجتها على صراعهما على لقب الدوري الإسبانيّ أيضًا.

ويسعى ريال مدريد إلى محو الهزائم القاسية الّتي تلقّاها أمام برشلونة في الليغا ونهائي كأس السوبر هذا الموسم، إذ إنّه تلقّى خسارتين على التوالي بنتيجة 0-4 ومن ثمّ بنتيجة كبيرة أيضًا هي 2-5، لذلك يعتبر الفريق الملكيّ أنّ نهائي الكأس هو باب خلاص لإدارة الريال وجهازها الفنّيّ على عكس فريق برشلونة الّذي ما يزال له أفضليّة بسيطة في مسابقة الليغا والأهمّ له الحظوظ الكبرى لإحراز لقب دوري الأبطال على عكس الريال الّذي سقط فيها أمام الأرسنال ولن يكون بالتالي لديه الإمكانيّة لمحاولة خطف اللقب الـ15 له في دوري الأبطال.