الصفا

انتهت عطلة نهاية العام على وقع تصريحات من هنا وإطلالات متلفزة من هناك وكباش سياسي يشتد على خلفية ما يشاع عن جلسة مرتقبة لحكومة تصريف الأعمال يعمل على خط التحضير لها رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي بغطاء من رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

الجلسة التي يسعى ميقاتي إلى تبريرها تحت عنوان ملف الكهرباء، تحديداً مسألة تغريم مؤسسة كهرباء لبنان بمبلغ 300 ألف دولار بسبب تأخرها في إفراغ حمولة البواخر المحملة بالغازاويل بانتظار فتح الإعتمادات من مصرف لبنان. وهي غرامد تزداد بقيمة يومياً بـ 20 ألف دولار.  وهو ملف كان سبب تراشق عبر الإعلام بين ميقاتي والتيار الوطني الحر من خلال الوزيرة السابقة للطاقة ندى البستاني. وبحسب المعلومات فإن حزب الله لا يزال على موقفه الممانع لعقد الجلسة بعدما أعلن وعلى لسان أمينه العام أنه لن يفض يده من ورقة تفاهمه مع التيار.

ويضاف إلى ملف الكهرباء قضية ترقية الضباط التي دخل عليها رئيس الحزب  التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من خلال تغريدة له على تويترمنبهاً إلى أنه "ونتيجة تعطيل المجلس العسكري تبرز الخلافات الى العلن". واعتبر جنبلاط  أن"القوى والمرجعيات السيادية العظمى تتذرع بحجج دستورية واهية لتعطيل اي اجتماع وزاري لتسيير أمور الناس، وحتى ان البعض طعن في الموازنة وصولا الى العبث المطلق، وكلهم ينتظر كلمة السر الخارجية التي لم تأت بعد".

موقف جنبلاط يرى فيه البعض تماهياً مع كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل أيام والذي جاء فيه "لا تنتظروا الخارج وحتى الحديث عن دور فرنسي او قطري فيه الكثير من المبالغات ... وجميعنا يريد الحل سريعاً لأن الوقت ضاغط على الجميع. وحتى الآن لا يوجد خارج قادر أن يضغط في الملف الرئاسي والتجربة الاخيرة (انتخاب الرئيس السابق ميشال عون) اثبتت أن الحل كان داخلياً".

وعلى صعيد الحراك الداخلي في ملف الرئاسة أعلن حزب الكتائب اللبنانية في بيان نشره حسابه على تويتر وأعاد رئيس الحزب سامي الجميل مشاركته، ان انتخاب رئيس الجمهورية سيكون محور تحركه في الأسابيع المقبلة.

وأبدت مصادر في التيار الوطني الحر ارتياحها لما جاء في كلمة أمين عام حزب الله ووصفته بـ"الإيجابي". وعن موقف الحزب من عقد جلسة للحكومة أكدت المصادر أن لا معلومات لديها بهذا الشأن.

وعلى صعيد الخارج يتواصل الحديث عن لقاء سيعقد في العاصمة الفرنسية باريس يحضره إلى الفرنسيين كل من الأميركيين والسعوديين والقطريين. وبحسب المعلومات المتداولة يحاذر الجانب السعودي حتى الآن الدخول في التفاصيل مع تمسكه بشروطه التي أعلنها في أكثر من مناسبة والتي تنطلق من مواصفات اختيار رئيس لمواجهة حزب الله. القطريون من جهتهم يبدون أكثر انخراطاً في المسألة خصوصاً أنهم التقوا أكثر من جهة لبنانية على هامش الأولمبياد على أمل أن تسجل قطر هدفاً لها في هذه القضية من خلال خرق ما. وبين فرنسا وأميركا يدور الحديث عن مواصفات خارجية يمكن القبول بها لبنانياً ويتم البحث عن أسماء لها.

فهل يلاقي الداخل الخارج والعكس صحيح، أم أن الأفق لا يزال مسدوداً بانتظار تطور ما قد يطول انتظاره؟