لم تحمل نهاية كانون الثاني/يناير ولا الأسبوع الأوّل من شهر شباط/فبراير أيّ جديد إيجابيّ للمدرّب الإسبانيّ "الفيلسوف" بيب غوارديولا، حيث إنّ رياح الـ"بريمير ليغ" وقرعة دوري الأبطال لم تجر كما اشتهته سفن مانشستر سيتي، وبالتالي فإنّ محاولات رفع المعنويّات والتحدّيات الّتي قادها أخيرًا بيب غوارديولا واستقدامه الفرعون الجديد عمر مرموش لم تأت بأيّ جديد.

ففي ظرف 48 ساعة، سقط المدرّب غوارديولا بالضربة القاضية، ليكون موسمه الأسوأ في مسيرته الاحترافيّة.

فقد تلقّى بطل إنكلترا نهاية الأسبوع الماضي صدمة كبيرة بسحب قرعة الـ"تشامبيينز ليغ" الّتي وضعت مانشستر سيتي في مواجهة قاتلة مع ريال مدريد ضمن الملحق الإقصائيّ لدوري الأبطال.

ولم تمض ساعات على صاعقة مواجهة الريال في دوري الأبطال، حتّى تلقّى السيتي ضربة أقسى بكثير في قلب العاصمة لندن، والّتي أتت على يد خصمه اللدود فريق الأرسنال، فتلاعب به هذا الأخير وفاز عليه بنتيجة ساحقة 5-1، وقد وصفت الصحافة البريطانيّة هذه الضربة بـ"الكارثة الحقيقيّة".

وما زاد من الطين بلّة، أنّ سقوط السيتي المدوّي لم يأت وقعه القاسي فقط من الناحية المعنويّة بل تعدّت ارتداداته كلّ ذلك لتدخل مرغمة إلى سجلّ الأرقام القياسيّة، إذ كشف سقوط السيتي المدوّي على يد الأرسنال المستور في جهوزيّة بطل إنكلترا، أبرزه أنّ شباك مرمى السيتي تلقّت هذا الموسم وللمرّة الأولى في تاريخه أربعة أهداف أو أكثر في أربع مباريات ضمن موسم واحد (وما زال الدوري الإنكليزيّ في منتصفه).

وبسقوطه الجديد، يكون نادي مانشستر ستي حامل اللقب قد تعرّض للهزيمة السابعة في الموسم الحاليّ للدوري مقابل 12 فوزًا في مشهد لم يعرفه حامل اللقب منذ ثلاثين عامًا، حيث إنّه خرج باكرًا جدًّا من دائرة المنافسة على اللقب، وهذا ما لن يقبله أحد لا في إدارة النادي ولا بين قاعدة جماهيره.

ولم تأت ردود فعل غوارديولا لتخفّف من وقع السقوط، حيث حاول المدرّب الإسبانيّ الثعلب رمي اللوم مجدّدًا على اللاعبين عندما قال للصحافة البريطانيّة: "علينا التحدّث بعمق مع اللاعبين لنفهم منهم لماذا لم يقوموا في العشرين دقيقة الأخيرة من عمر المباراة بما فعلوه بشكل جيّد في الستّين دقيقة الأولى".

لهذا كلّه، لم يعد أمام حامل لقب إنكلترا سوى أمر واحد لإنقاذ موسمه وهو إحراز لقب دوري الأبطال، وهذا ما لن يحصل لا منطقيًّا ولا حسابيًّا، إذ إنّ السيتي سيلتقي في مباراة حياة أو موت مع ريال مدريد حامل اللقب 15 مرّة والعائد إلى القمّة، إذ إنّ نجمه الفرنسيّ كيليان مبابي عاد إلى الواجهة في الوقت المناسب ليعود الفريق الملكيّ ملكًا على القارّة الأوروبّيّة، حيث إنّ اجتيازه للسيتي لن يكون بالأمر الصعب هذا الموسم، وسيكون بالتالي فريق ريال مدريد هو من سيضع نهاية لحكاية امتدّت على مدى 15 عامًا وكتبها بأحرف من ذهب فريق السيتي ومدرّبه بيب غوارديولا.

وبهذا السيناريو، ستذكر سجلّات كرة القدم أنّ العام 2025 شكّل منعطفًا حاسمًا في الـ"بريمير ليغ"، إذ إنّ السيتي سقط كلّيًّا عن عرشه، كما أنّ الإسبانيّ بيب غوارديولا فقد سحره وعاد بين ليلة وضحاها إلى مستوى الأرض، ولن يعود بعد اليوم المدرّب الفيلسوف الّذي غيّر مفهوم كرة القدم لعقد من الزمن.