خاص-الصفا
لم يكشف حزب الله عن موقفه من الدعوات لعقد جلسة حكومية رغم تاكيده على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية ما فسر على أنه غير متحمس لجلسة حكومية. موقف حزب الله جاء على لسان رئيس المجلس السياسي السيد ابراهيم أمين السيد الذي زار بكركي على رأس وفد من الحزب للتهنئة بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة. ويبقى الجميع في لبنان بانتظار ما سيعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته مساء غد والتي كانت مُقررة قبيل نهاية العام.
وفي تصريحه من بكركي بعد لقاء البطريرك بشارة الراعي قال السيد "نعيش في ظروف تتعلق باستحقاق مهم وأساسي جداً له علاقة بانتخاب الرئيس. واطلع حزب الله من البطريرك على رأيه وحرصه على انجاز هذا الاستحقاق بأقرب فرصة. والمطلوب التعاطي مع هذا الأمر بمسؤولية عالية لأن بلدنا يعيش ظروفاً صعبة جداً على المستوى السياسي والمعيشي والاقتصادي".
ورداً على سؤال أكّد السيد أن "لا تباين بين الحزب والراعي بل تبادل لوجهات النظر تنطلق من أساس واحد هو الحرص على انتخاب رئيس للجمهورية". لافتاً إلى "أن الوضع السياسي في لبنان يستدعي المزيد من الحرص ويجعل الاستحقاق أولوية"
وتابع السيد: "التركيبة السياسية المعقدة حالياً في المجلس النيابي تُلزم الافرقاء بالتوافق على رئيس للجمهورية"، موضحاً أن "لا نحن ولا بكركي بصدد طرح رئيس تحدٍ للمرحلة المقبلة". مشدداً على "أن العلاقة مع قائد الجيش العماد جوزيف عون تأسست على الخير وهي مستمرة على هذا النحو". وكان موقف لنائب الأمين العام لحزب الله .الشيخ نعيم قاسم لجهة قوله أن الحزب يريد رئيساً مجرباً بالسياسة قد فسّر على أنه استبعاد لقائد الجيش من قائمة المرشحين الذين يمكن لحزب الله أن يصوت لهم.
وقال "الحزب يقبل بقائد الجيش رئيساً للجمهورية ولكن من خلال التوافق"، موضحاً أنه ليس لدى الحزب "فيتو" على اي اسم لرئاسة الجمهورية. وعند طرح اسم قائد الجيش في حوار جدي نعطي رأينا الواضح في هذا المجال.
وفي ما يتعلق بعلاقة الحزب مع التيار الوطني الحر وردا على سؤال شدد السيد على "أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لم يكن يوماً تحت مظلة الحزب حتى يخرج منها" وأضاف "الحزب ليس بصدد فتح النقاش السياسي مع باسيل عبر الاعلام بل يفضل الحديث إليه وجهاً لوجه، وأن من حق باسيل التعبير عن رأيه بالشأن الرئاسي"، خاتماً حديثه: "نحن سعداء بما انجز من تفاهم مع التيار الوطني الحر ونعرف كيف نختلف في ما بيننا".
وأكد السيد على أهمية القبول بحوار حقيقي وجدي، وأن الحزب يعمل بهذا الاتجاه، داعياً الى "التعاطي مع دعوات الحوار التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري بايجابية عالية لانها تكاد تكون الطريق الوحيدة لانتخاب رئيس للجمهورية".
وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي نبّه إلى "أن إنتخاب الرئيس لا يتم ببدعة الإتفاق المسبق عليه -فهذا نقيض نظامنا الديمقراطي– بل بالإقتراع المقترن بالتشاور والحوار، يوما بعد يوم، لا مرة كل أسبوع. فيتوقف عندئذ المجلس النيابي عن تلك المسرحية الهزلية التي مارسها عشر مرات.
وقال الراعي من بكركي في قداس رأس السنة: "فليقتنع الجميع بأن باب الحل والخروج من أزماتنا يمر عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وإذ تمنى "من صميم القلب أن لا يكون هناك من يتقصد تعطيل بتر رأس الجمهورية، وتعطيل المؤسسات ليظهر لبنان دولة فاشلة غير مؤهلة للوجود أو للبقاء كما هي"... أضاف "إنها لمفخرة للنواب أن تسجل أسماؤهم في سجل الذين عملوا على إنقاذ لبنان من خلال انتخاب رئيس مميز. فلا تخيبوا آمال الشعب الذي انتخبكم. وهلموا إلى هذا الإنجاز العظيم في مطلع السنة الجديدة".
وفي الشأن الحكومي وفي موقف يمكن تفسيره على أنه معارض للدعوات إلى عقد جلسة للحكومة المستقيلة تساءل الراعي: "أين ما بقي من سلطات؟ وأين ما بقي من صلاحيات للمؤسسات؟ وزير يقاطع مجلس الوزراء يوما ويشارك فيه يوما آخر. وزير يمتنع عن تواقيع مراسيم تفتقر إلى التوافق بشأنها، ويوقع في اليوم التالي غير عابئ بموقفه السابق بغض النظر عن أهمية المرسوم. مع رغبتنا في استمرار عمل الدولة، نرفض تمرير مراسيم لا تنسجم مع الدستور ولا تأخذ بالاعتبار الصلاحيات اللصيقة برئيس الجمهورية، ولو كان المنصب شاغرا، كما فعل بعض الوزراء. عبثا تحاول المؤسسات الدستورية والخبراء المحيطون بها ابتداع تفسيرات دستورية لتسيير أعمالها وتحليل صلاحياتها".
موقف الراعي من الجلسة الحكومية الذي يلتقي فيه مع التيار الوطني الحر، ووصفه لما يجري في جلسات انتخاب الرئيس في مجلس النواب بالمسرحية الهزلية يضاف إليه موقف حزب الله من انتخاب قائد الجيش في حال طرحه في حوار جدي ينتظر بلورته أكثر في كلمة نصرالله المتلفزة، ستكون عناوين الحراك هذا الأسبوع.