أكّد الوزير السابق للداخلية والبلديات محمد فهمي، أن المنظومة الأمنية الاجتماعية بدأت بالتلاشي منذ اكثر من سنتين ونحن الآن في مرحلة صعبة جداً واصفاً التأخر بانتخاب رئيس جديد للجمهورية بالـ"مُصيبة".

أمنياً.. هذه الوتيرة ستفجر الوضع في البلد

وقال فهمي في مقابلة عبر موقع "ليبانون اون": "من الممكن أن يتعرض أي مواطن اليوم الى القتل بسبب حفنة من الدولارات وأن الاستمرار بهذه الوتيرة ستفجر الوضع في البلد"، مُعرباً عن تخوفه من المرحلة المقبلة لأن ما توقعه بالنسبة للأوضاع الإجتماعية والاقتصادية منذ سنتين وصلنا اليه اليوم.

وأضاف: "انّ السبب الرئيس للأزمة التي نعيشها هو النظام نفسه وليس ارتفاع سعر صرف الدولار فقط، وفي حال أرادت الدولة توقيف المتلاعبين بسعر الصرف فهي قادرة"، موضحاً أن كيان المؤسسات العامة قد تلاشى في بلد تقوم أُسس بناء المجتمع فيه أقله على 5 منظومات، أولها القضائية وتليها السياسية ومن ثم الأمنية والإقتصادية فالإجتماعية.

عودة النازحين السوريين

من جهة ثانية، كشف فهمي أن مسألة عودة النازحين السوريين تتألف من شقين، الاول "بسيط وممكن" اذا تم التوافق على ذلك سياسياً ما بين سوريا ولبنان، لأن الوضع في سوريا بات أفضل من الوضع اللبناني.

أما الشق الثاني متمثل بمنع النازحين من العودة إلى وطنهم من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة "UNHCR"، قائلاً: "عندما كُنت وزيراً للداخلية والبلديات تبلغت رسمياً بأن المنظمة لا تريد إعادة النازحين وليس لا تسطيع إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم".

كذلك، أشار إلى أن الهدف من عرقلة عودة النازحين، كان دمج  بعضهم بالمجتمع اللبناني وتجنيس وتوطين بعضهم الآخر، معرباً عن اسفه بأن لبنان اليوم بوضعه الاقتصادي المتدهور لا يمكن مقارنته بأية دولة اقليمية أخرى.

الامن الذاتي نتيجة للأوضاع الأمنية

ولفت فهمي إلى أن ظاهرة الأمن الذاتي هي نتيجة للأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد وأن الجيش اللبناني والاجهزة الامنية نجحت في تطويق هذه الظاهرة بسرعة، مشدداً على أن لبنان بلد لا يُقسّم ولايمكن تقسيمه اذ لا يمكن لاي طرف العيش دون الآخر فالبلد للمسيحي كما هو للمسلم.

وأوضح أن الأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها على أكمل وجه من خلال كشف الخلايا الارهابية، لافتاً الى أن الوضع الاقتصادي السيئ يسهل للأجهزة الأمنية الخارجية التي تعمل على تخريب لبنان أن تنشط بشكل كبير من خلال ضِعاف النفوس الذين يرضون ببيع وطنهم مقابل مبالغ زهيدة.

تهريب السلاح عبر المطار غير منطقي

في غضون ذلك، أكَّد فهمي أن مسألة تهريب السلاح لحزب الله أو اي جهة أخرى عن طريق مطار بيروت الدولي غير ممكنة ومستحيلة، معتبراً أن "تناقل هذه الأخبار يخدم العدو الاسرائيلي".

وأضاف: "من الممكن ان يكون الهدف من إثارة هذه الاخبار ضرب مطار رفيق الحريري الدولي من قبل العدو الاسرائيلي"، مستذكراً ما حصل عام 1969 عندما قامت منظمة العمل الفلسطينية بعملية أمنية ضد طائرة تابعة لشركة "العال" في مطار "اثينا"، وكيف حمّل العدو المسؤولية للبنان وقام بعدوان على مطار بيروت استهدف 13 طائرة لبنانية.

انفجار مرفأ بيروت سببه الاهمال والفساد واللامبلاة

من جهة ثانية، شدد فهمي على أن انفجار 4 آب سببه الاهمال والفساد واللامبالاة، مضيفاً: "لم يكن هناك اي سلاح في مرفأ بيروت بل نيترات الأمونيوم التي تحمل نسبة عالية من مادة الـ"أزوت"، متسائلاً: "هل حزب الله وبكل ما يملك من فائض قوة بحاجة إلى هذه المادة"؟؟!

الازمة.. "سيري فعين الله ترعاكِ"

على خط آخر، أوضح أن التسوية السياسية تحصل عندما يتوفر التوافق الاقليمي بمظلة دولية واتفاق داخلي، قائلاً: "التوافق الاقليمي اليوم غير متاح لأن الملف اللبناني ليس أولوية الآن وبالتالي فالمظلة الدولية لن تكون متاحة. إذاً لنتفق داخلياً اولاً".

وأضاف فهمي: "سأقول شيئاً لا يجب قوله، للأسف نحن لسنا بشعب واحد في وطن إنما شعوب في بلد"، لافتاً إلى أن "رئيس الحكومة السابق الدكتور حسان دياب ظُلم، ولو أن انفجار المرفأ لم يحصل لربما كانت حكومته قائمة حتى الآن".

https://www.youtube.com/watch?v=c9_3uj-5v0w&t=1s