أكَّد رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي "حرص لبنان وقبرص على العلاقات التاريخية والاخوية بينهما، وسعيهما المشترك للحفاظ على أمن الدولتين وشرق البحر المتوسط". وشددا على" أهمية إيجاد حل شامل ومستدام لأزمة النازحين السوريين وما تتركه من انعكاسات على دول المنطقة وفي مقدمها لبنان وقبرص".

وبنتيجة المحادثات تم التوافق على أن تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الاوروبي لوضع "إطار عملي" مع لبنان على غرار ما حصل بين الاتحاد الأوروبي وكلّ من مصر وتونس، ومن شأن هذه الخطوة المرتقبة منح الحكومة اللبنانية المزيد من المساعدات الضرورية وإعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة الى بلدهم .

وكان الرئيس القبرصي والرئيس ميقاتي، قد عقدا اجتماعا ثنائياً في السرايا، بعيد وصول الرئيس القبرصي إلى لبنان في زيارة رسمية ليوم واحد، أعقبتها محادثات موسعة، شارك فيها عن الجانب اللبناني وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، قائد الجيش العماد جوزاف عون، سفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل،المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، مستشارة وزارة الخارجية والمغتربين فرح الخطيب ومستشار الرئيس ميقاتي زياد ميقاتي.

وقد اعتذر عن عدم المشاركة في الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لوجوده في زيارة رسمية الى اليونان. كما اعتذر عن عدم المشاركة وزير الدفاع الوطني موريس سليم.

وشارك في المحادثات عن الجانب القبرصي وزير الخارجية كوستاندينوس كومبوس، وزير الداخلية كوستانتينوس يوانو ، سفيرة قبرص في لبنان ماريا حاجي تيودوسيو، الناطق باسم الحكومة كوستانتينوس ليتمبيوتيس، وقائد الجيش القبرصي الجنرال جورج تسيتسيكوستاس.

ميقاتي: لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال عودة اولئك الذين يبحثون عن الأمان

في خلال الاجتماع، رحب رئيس الحكومة بالرئيس الضيف. وقال:"إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في لبنان، وإن زيارتكم تدل على الصداقة القوية والتاريخية بين بلدينا، وأنا على ثقة من أن مناقشاتنا وتفاعلاتنا ستعزز أواصر التعاون والتآزر بين لبنان وقبرص".

وقال:"إن وجودكم هنا هو شهادة على أهمية علاقاتنا الثنائية، وأنا حريص على الدخول في حوار مثمر وبناء خلال فترة وجودكم في بلادنا من أجل توثيق العلاقات المشتركة وإيجاد حل مستدام لملف النازحين من لبنان وإليه".

أضاف:" لدى لبنان وقبرص مصلحة مشتركة في معالجة التحديات التي يواجهانها بفعل الهجرة غير الشرعية، وهناك إمكانية للتعاون في تمكين المؤسسات المختصة من ضبط الحدود البحرية. لبنان وقبرص عضوان فاعلان في المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي، حيث سيرفعان الصوت للمساعدة في بلورة الحلول المطلوبة للقضايا المشتركة.

وقال:" باعتباره أحد أكبر البلدان المضيفة للاجئين من حيث عدد السكان، يتحمل لبنان أعباء متعددة ليس لها تأثير فوري على أمنه واستقراره فحسب، بل على وجوده المستقبلي. فواقعنا الديموغرافي فريد من نوعه، ولبنان لا يستطيع تحمل أي تغيير في هذا الواقع".

أضاف: على مدى السنوات الماضية، استقبل لبنان النازحين السوريين الهاربين من الحرب والتزم بالمبادئ والأعراف الدولية، ومن الضروري أن يتخذ الاتحاد الأوروبي وسائر المجتمع الدولي اليوم خطوات جديدة ويعيدوا النظر في سياساتهم بشأن أمن سوريا، لان معظم مناطق سوريا أصبحت آمنة لعودة النازحين اليها".

وتابع :" يبذل الجيش والقوى الامنية اللبنانية قصارى جهدهم لوقف الهجرة غير الشرعية، ولكن لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال عودة اولئك الذين يبحثون عن الأمان إلى المناطق الامنة في سوريا أو تأمين إقامتهم في بلد ثالث. ومن الضروري أيضا بذل المزيد من الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمات اللاجئين. وستعمل البلدان عبر المنطمات الدولية لدعم سياسات منع عمليات النزوح في المستقبل وتعزز السلام والاستقرار الدائمين في شرق البحر الأبيض المتوسط".

وختم: "تتطلب هذه الأزمة تعاوناً ومسؤولية مشتركة بين الدول المضيفة والمجتمع الدولي. من خلال العمل معاً، يمكننا إحداث تأثير مفيد وتوفير الأمل لهم".

الرئيس القبرصي: قبرص تتفهم الاوضاع اللبنانية وحساسية الموضوع

بدوره، أعرب الرئيس القبرصي عن أهمية الزيارة الأخوية التي يقوم بها مع وفد حكومي إلى لبنان، مشدداً على "أنّ سياسة الجوار التي تعتمدها قبرص مع لبنان قائمة على الاخوة التي تربط العلاقات التاريخية التي تربط البلدين".وقال:"إن زيارتي للبنان هي الأولى بعد تولي رئاسة الجمهوربة، وتأتي في أعقاب التطورات الأخيرة الحاصلة من جراء الأعداد الكبيرة للنازحين والمهاجرين السوريين غير الشرعيين، الذين ينطلقون من السواحل السورية أو عبر الساحل اللبناني والمراكب غير الشرعية التي تنطلق من السواحل اللبنانية إلى دولة قبرص".

أضاف الرئيس القبرصي:"إن قبرص تتفهم الأوضاع اللبنانية وحساسية الموضوع بالنسبة إلى لبنان وأهمية الحل النهائي والشامل لهذا الموضوع، عبر الضغط على الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لاستيعابهم التحديات التي يواجهها لبنان، وفي الوقت نفسه نحن نتفهم موقف لبنان الرسمي بأنّ الحل النهائي لن يتم إلا عبر عودتهم إلى أراضيهم ، خصوصاً أنّ هناك مناطق معينة أصبحت آمنة في سوريا، وأكثرية النازحين هم نازحون اقتصاديون وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العمل لتمويل مشاريع إنمائية في سوريا وتحفيز عودتهم إلى بلادهم لحلّ هذه الأزمة التي لا تضرب أمن لبنان وقبرص فقط بل أمن البحر المتوسط".

وشدد الرئيس القبرصي على "أّن بلاده تدعم لبنان في كافة المحافل الدولية عبر زيادة الدعم التقني والمادي لمؤسسات الدولة اللبنانية بما فيها الجيش اللبناني".

وكان الرئيس القبرصي وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي قرابة العاشرة صباحاً، وكان في استقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. ومن هناك انتقلا إلى السرايا، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية في باحة السرايا، فعزف أولا النشيد الوطني القبرصي ثم النشيد اللبناني، بعدها استعرض الرئيسان ثلة من الحرس الحكومي، ثم صافحا الوفدين القبرصي واللبناني.

وزيرا داخلية لبنان وقبرص

وكان وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي ونظيره القبرصي كوستانتينوس يوانو عقدا اجتماعاً ثنائياً على هامش محادثات السرايا تناول القضايا المشتركة بين البلدين.

قائدا الجيش

كما عقد قائد الجيش العماد جوزاف عون اجتماعا مع نظيره القبرصي الجنرال جورج تسيتسيكوستاس، تم في خلاله البحث في التعاون الأمني بين البلدين.

بري: الملف الرئاسي سيتحرّك بعد الأعياد

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أّن الملف الرئاسي سيتحرّك بعد الأعياد، لافتاً إلى أنّ الأعياد لا تكتمل إلّا بإنكشاف الغمة عن الأمة وعن فلسطين.

وقال بري في حديث للصحافيين عقب لقائه الرئيس القبرصي في عين التينة: "اللقاء مع الرئيس القبرصي كان جيداً وليس هناك عتب من قبرص على لبنان بل تعاون مثمر".

وأضاف: "في عيد الفطر تحية إعتزاز للمقاومين اللبنانيين والفلسطينيين وللشهداء وعظيم تضحياتهم... ولذويهم جميل صبرهم... وللصامدين من أهلنا في القرى والبلدات الحدودية مع فلسطين المحتلة والنازحين منهم، فالعيد هو بالعودة أعزاء كرماء إلى الأرض التي بادلوها وفاء لا يقاس، وبالعمل مع كلّ المخلصين في لبنان على مختلف توجهاتهم السياسية والروحية بنوايا صادقة من أجل اجتراح الحلول للأزمات التي تهدد وطننا والذي من دونه لا قيمة لأي عيد!".

وكان بري قد تابع أيضاً الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية خلال لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا.