فرانسوا دورسيفال، أكاديمية العلوم الأخلاقية 

في يوم الجمعة الموافق 19 كانون الثاني، ولمناسبة توجيه التحية للجيوش، توجّه رئيس الجمهورية مع وزير الجيوش (الدفاع سابقا) إلى مدينة  شيربور للقاء موظفي شركة أحواض بناء الصفن Constructions Mécaniques de Normandie. كان إسكندر صفا، الصديق المخلص ومالك مجلتنا المساهمَ الأكبر في تلك الأحواض منذ أكثر من اثنتين وثلاثين سنة.

كان هو، اسكندر مّن جاء الرئيس إيمانويل ماكرون لتحيته في تلك الأحواض التي يملكها. لكن بدلاً منه، استقبله ابنه أكرم. وإذا كان اسكندر صفا غائبا، فلأنه رغم العمليات الجراحيةُ التي خضع لها والتي اعتقدنا أنها كانت ناجحة، لم يكن قادرا على المجيء وكأنه وصل إلى نهاية الطريق. كنّا حينذاك على مسافة عشرة أيام من رحيله إلى دار البقاء.

التقيناه واكتشفناه عام 2016، بفضل إتيان موجوت (الذي فارقنا في تشرين الأول 2021) وشارل فيلنوف. في ذلك الوقت، كان رئيس شركة Laboratoires Pierre Fabre، بيير إيف ريفول، يبحث عن مشتر لمجلّتنا بعد وفاة مؤسسها. ومنذ ذلك الحين، أصبح إسكندر صفا ليس مجرد مساهم في المشهد، بل كان صديقًا موثوقًا به ومحبًا، يتمتع بتقدير ثابت للأحداث والشخصيات.

وفي الربيع الماضي، كنّا نركّز على قانون التقاعد. كنا نتساءل عن مصير هذا القانون وما سيكون موقف المجلس الدستوري منه. وكان حكم إسكندر صفا عليه لا يحمل أيَّ شك: فقد كان مقتنعا أن ايمانويل ماكرون يعرف كيف يوصل القانون إلى غاياته. وهذا لم يكن سوى مثال واحد.

وبهذه الخسارة الكبيرة، ينعى بيتنا وصحيفتنا الفقيد بألم عميق، متمنين أن تجد أسرته وأصدقاؤه الراحة والسلوان في ذكرياتهم مع إسكندر صفا، الذي كانوا يكنّون له مشاعر الحب والولاء الصادقين.