افتتح زمن الصوم لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي يوم الاثنين 12 شباط الجاري. وكما بات معروفاً، فإنّ صوم المسيحيين يرتكز على الخضراوات والحبوب بشكل رئيسي، مع التخلّي عن كلّ مشتقّات الحيوانات من ألبان وأجبان ولحوم ودواجن. وفي كلّ عام، جرياً على العادة قبل كلّ أسبوع من انطلاق زمن الصوم، ترتفع أسعار الخضراوات والحبوب بشكل جنوني، إذ يجد التجار حتّى في المناسبات الدينيّة فرصة لتحقيق المزيد من الأرباح.

وكانت هذه "التجرة مربحة" خصوصاً بعد اندلاع الأزمة الاقتصادية في العام 2019، إذ ذاق اللبنانيون الويلات على مدى 4 سنوات متتالية مع لهيب أسعار المواد الغذائية، التي كانت تحلّق صعوداً مع كلّ تقلّب في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، في ظل انقطاع السلع بين فترة وأخرى، مبشّرة بعودتها على سعر أعلى. وهكذا أصبح اللبنانيون في حال صيام دائم، فالانقطاع عن مختلف السلع والمواد كان سمة للفترة السابقة من حياتهم. فهم، قبل الصوم، أرغموا على التقشّف وتبديل عاداتهم الغذائية، واستبدال أطباق بأخرى أقلّ كلفة. إلّا أنّ وضع الأسعار هذا العام قد يكون أقلّ قسوة عن الأعوام السابقة، على المواطنين نتيجة استقرار سعر صرف الدولار بين الـ89 والـ90 ألف ليرة. وهو ما ولّد حالة من شبه الاستقرار الاصطناعي لأسعار المواد الغذائية، وجعل المواطنين يتعوّدون على الأسعار الجديدة. إلّا أنّ مما لا شكّ فيه أنّ الأسعار حقّقت قفزة كبيرة بفرق واضح عن العام السابق. فكيف يبدو الصوم السنة في بلد الصيام القسري الدائم؟

في جولة سريعة لـ"الصفا نيوز" على بعض المتاجر لاستطلاع أسعار الخضراوات والحبوب وبعض السلع الأساسية لمأكولات زمن الصوم، تبيّن ما يلي (سعر صرف الدولار: 89,750).

في خانة الخضراوات:

سعر كيلو البندورة الجبلية يبدأ من 278 ألف ليرة أي 3$

سعر كيلو البندورة للطهو 104 آلاف ليرة أي 1.16$ أما العام الماضي فكيلو البندورة سعّر بـ44,500 ليرة.

سعر كيلو الخيار 128 ألف ليرة أي 1.4$ أما العام الماضي فسُعّر بـ41,500 ليرة.

سعر كيلو البصل 114 ألف ليرة أي 1.27$ أمّا العام الماضي فراوح بين 78,000 ليرة والـ95,000 ليرة بحسب نوعه.

سعر الخس 127 ألف ليرة أي 1.41$ $ أما العام الماضي فكان بـ31,500 ليرة.

سعر كيلو الجزر 82 ألف ليرة أي 0.92$ أمّا العام الماضي فسعّر بـ29,000 ليرة.

سعر كيلو الكوسا 140 ألف أي 1.55$ أمّا العام الماضي فسعّر بـ48,000 ليرة.

سعر كيلو البطاطا 74 ألف ليرة أي 0.82 $ أمّا العام الماضي فسعّر بـ28,000 ليرة.

سعر 200 غرام ثوم 84 ألف ليرة أي 0.94$ مقابل 175.000 ليرة لبنانية للكيلو العام الماضي.

سعر كيلو الحامض المحلي 68 ألف ليرة أي 0.76$ أمّا العام الماضي فسُعّر بـ20,000 ليرة.

سعر كيلو الحامض المستورد 852 ألف ليرة أي حوالى 9.49$

سعر كيلو السبانخ يبدأ من 188 ألف ليرة أي 2.10$

سعر ربطة البصل الأخضر 500 غرام 129 ألف ليرة أي 1.44$

سعر كيلو الباذنجان 388 ألف ليرة أي 2.16$

سعر كيلو الملفوف 162 ألف ليرة أي 1.8$ مقابل 17.500 ليرة في العام الماضي.


في خانة الخضراوات المجمّدة:

سعر كيس الخضراوات المجمّدة (بازيلاء، جزر) 500 ألف ليرة أي حوالي الـ6$.

سعر كيلو البامية المجمّدة 500 ألف ليرة أي حوالى الـ6$.

سعر كيس اللوبية المجمّدة 400 ألف ليرة أي حوالى الـ4.45 $

في خانة المعلّبات:

علبة الفول المدمس: 80 ألف ليرة أي 0.89$

علبة الحمص المطحون تبدأ من 86 ألف ليرة أي 0.96$ وتصل إلى 184 ألف ليرة أي 2.05$

علبة متبّل الباذنجان المعروف ببابا غنوج تبدأ من 188 ألف ليرة أي 2.1$ وتصل إلى 280 ألف ليرة أي 3.12$

علبة الذرة: حوالى الـ 134 ألف ليرة أي حوالى الـ 1.4$

علبة الخضراوات المشكلة: حوالى الـ 202 ألف ليرة أي 2.25$

علبة التونة تبدأ من 80 ألف ليرة وتصل إلى 180 ألف ليرة أي تتأرجح بين 0.89$ و2$

في خانة السلع الأساسية:

زيت القلي: يبدأ سعره من 500 ألف ليرة أي حوالى الـ6$ (1.8ليتر) ويصل إلى 832 ألف ليرة أي حوالى الـ9.26$

الطحين: يبدأ سعر الكيس (900 غرام) من 64 ألف ليرة أي حوالى 0.71$

الخبز: سعر الربطة 50 ألف ليرة

في خانة الحشائش:

أسعار العام الماضي: حزمة البقدونس بـ8,500 ليرة، حزمة الكزبرة بـ13,500 ليرة، حزمة البقلة بـ12,000 ليرة، حزمة الزعتر بـ10,500 ليرة، حزمة الروكا بـ11,000 ليرة، حزمة النعنع بـ12,000 ليرة، الفجل بـ10,000 ليرة.

أسعار العام الحالي: حزمة البقدونس بـ49 ألف ليرة، حزمة الكزبرة بـ50 ألف ليرة، حزمة البقلة بـ45 ألف ليرة، حزمة الصعتر بـ72 ألف ليرة، حزمة الروكا بـ94 ألف ليرة، حزمة النعنع بـ49 ألف ليرة، الفجل بـ50 ألف ليرة.

أسعار الحبوب:

كيس العدس 900: غرام يبدأ من 135 ألف ليرة ويصل إلى 206 آلاف ليرة أي يراوح بين 1.51$ و2.29$

كيس الفاصوليا العريضة 500 غرام: يبدأ من 164 ألف ليرة أي حوالى الـ1.83$

كيس الفاصوليا الحمراء 900 غرام: يبدأ من 276 ألف ليرة أي حوالى الـ2.97$

كيس البرغل 900 غرام: يبدأ من 92 ألف ليرة أي حوالى الـ1.03$

وبمقارنة بين أسعار العامين 2024 و2023 يتبيّن أنّ أسعار السلع قفزت بفارق يراوح بين 200 و400 في المئة!

وفي حسبة بسيطة فإنّ تكلفة أصغر طبخة وهي البرغل على بندورة مع سلطة لأسرة مؤلفة من 4 أفراد ستكلّف قرابة الـ10$ أي حوالى المليون ليرة. في حين أن الحدّ الأدنى للأجور لا يزال 9 ملايين ليرة أي قرابة الـ100$ فقط!

ارتفاع الأسعار طبيعي

تعتبر مصادر اقتصادية في حديثها لـ "الصفا نيوز" أنّ "ارتفاع الأسعار في 2024 طبيعي، لكون سعر صرف الدولار في تلك الفترة أي في شهر شباط 2023 كان 81 ألف ليرة، أمّا اليوم فهو 89 ألفاً و750 ليرة، أي ارتفع 8,750 ألف ليرة".

وأشارت المصادر إلى أنّ "الأجور مع بدلات النقل تساوي اليوم نحو 18.5 مليون ليرة بينما يفترض أن تبلغ 50 مليون ليرة قياساً على نسبة التضخّم. وفي حساب القوّة الشرائية للأجور، فإن الحدّ الأدنى كما هو عليه اليوم، مضافاً إليه بدل النقل، أصبح يشتري سلعاً وخدمات بنسبة 37.2% مما كان يشتريه في مطلع عام 2018.

وأضافت المصادر "بين الفترتين، ارتفع الحدّ الأدنى للأجور من 675,000 ليرة إلى 9 ملايين، أي زاد 13.3 مرّة. وإذا احتسبنا الزيادة الفعلية في الدخل التي تتضمّن الحدّ الأدنى مضافاً إليه بدل النقل الذي ارتفع أخيراً إلى 450 ألف ليرة عن كلّ يوم عمل، فإنّ الزيادة بلغت 21 مرّة. وعلى الرّغم من ذلك فهي لا تزال غير عادلة مقارنة بنسب التضخم".

اللبنانيون يتحايلون على الأزمة

على مقلب آخر، سأل "الصفا نيوز" كوكبة من المارة عن الأساليب التي يلجأون إليها في شهر الصوم لمواجهة الغلاء، وكيف يتأقلمون مع ارتفاع الأسعار. قال البعض أنّه لا يشتري الحبوب من المتاجر بل من المطاحن حيث سعرها أرخص، وهو كان قد خزّن الحبوب من العام الماضي، فقطفها على سعر الصرف القديم. أمّا قسم آخر فنوّه بعمل الحركات الرسوليّة في منطقته والتي تؤمّن له صناديق إعاشة في أوّل كلّ شهر وفيها الأساسيات من زيت وحبوب ومعلّبات. في حين شدد فريق آخر على أنّه لا يشتري الخضراوات والحشائش من المتاجر بل يقصد سوق الخضراوات في وقت متأخّر أي قبل الإقفال بنصف ساعة إذ يكون الباعة قد حرقوا أسعارهم لرغبتهم بتصفية البضاعة قبل تلفها.

إذاً لكلّ شخص أسلوبه في التأقلم مع الأزمة في شهر الصوم، بغية المحافظة على ما تبقّى من إيمانه بعدما كفر بزعماء هذا البلد.