يستمرُّ مسلسلُ الخائن بتحقيقِ نسبِ مشاهدةٍ عاليةٍ إن كان عبرَ منصّة شاهد وقناة MBC الذي يُعرَض من خلالهما، أو عبرَ بثِّ حلقاتهِ في مقاطع على تطبيق "تيك توك". ورغمَ أنّ العمل معرّب، لكنّهُ استطاعَ أن يشدَ إليه قسماً كبيراً من الجمهور حتى لو كان يَعرِفُ أصلَ الحكاية. ذلك ربّما لأنهُ نُفِّذَ بإحكامٍ مطابقٍ تقريباُ للنّسخةِ التّركية الأصليّة، وساعدَ في ذلك أنّهُ صوّرَ في اسطنبول مع طاقمِ عملٍ تركي.

يشاركُ في "الخائن" ممثّلون سوريون ولبنانيون، أبرزهم: سلافة معمار وقيس شيخ نجيب ومرام علي وريتا حرب وجلال شموط ورولا بقسماتي وتاتيانا مرعب ووسام صليبا وشربل زيادة وخالد شباط. ويُجمعونَ في تصريحاتِهم بأنّ القسم الثّاني من الحلقات يحقّق نجاحاً متزايداً مقارنةً بحلقاتهِ الأولى، ذلك لمحافظةِ الحكايةِ الأصليّة على عنصرِ التّشويق، بالإضافةِ إلى أريحتهم في التّعاملِ مع طاقمِ عملٍ تركي بنوا معهُ علاقةً جيّدة، وتعوّدوا عليه كلّما تقدّموا بالوقت.

سيف وأسيل...

أمّا الملفت في الحلقات الأخيرة التي تُعرضُ الآن، التّغيير الذي حصلَ ببعضِ الأحداث مقارنةً بالنّسخة التركيّة، ليشكّل ذلك مفاجأةً للجمهور العربي، الذي يثني على مقدراتِ ممثّلي بلادهِ في إيصالِ الحكاية بطريقةٍ ربّما تتفوّق على النّسخة التركيّة أحياناً. هنا لا بدّ من الالتفاتِ لتجاربِ طاقم العمل وأبرزهم سلافة معمار التي يمتازُ أداؤها بالهدوء الحَذر مترافقاً مع قلقِ اللحظة الدراميّة، بالإضافة إلى إتقانِ قيس شيخ نجيب دوره، وقد شكّلت مرام علي مفاجأةَ العمل لتميّزها في أداءِ دورها، بالإضافة إلى شخصياتٍ أُخرى مثل ريتا حرب ورولا بقسماتي وخالد شباط الذين نسجوا تفاصيل خاصة بهم فتركوا بصمتهم الفنيّة في العمل.

مع ذلك، ينقسمُ الجمهور والنقّاد بين مؤيّد للتّجربة الدراميّة "المعرّبة" وبين معارض، لكنّ الأكيد أنّ الفن يتضمّن عناصر إبداعية عديدة، تتجاوز الحكاية والقضيّة، من خلال الحبكة والأداء وطريقة التّصوير، وهو ما يُحافظ عليه "الخائن" مثبتاً مقدراتٍ عاليّة للممثّلين العرب الّذين خرجوا من جلدِهم نحوَ أدوارٍ أرستقراطية، لكنّها في آن تترافقُ مع مكنوناتٍ نفسيّة واجتماعيّة ورسائل قيّميّة يحتاجُها المجتمع الإنساني الأعم الذي باتَ منفتحاً على بعضه البعض بقضاياه. ولا تزال "الخيانة" سرديّة محبّبة للجمهور، ويتحايلُ الكاتب على جمهورِهِ في رمي كرةِ التّشويق بين ثلاثِ شخصيات "الزّوجة والخائن والعشيقة"، ومعهم تنقسمُ شخصياتُ العمل بين حلفاء وخُصوم.