يلتقي عند الساعة السادسة من مساء اليوم الجمعة بتوقيت بيروت منتخبا لبنان وقطر في المباراة الافتتاحيّة لنهائيّات كأس آسيا لكرة القدم الّتي يستضيفها ملعب لوسيل (مضيف نهائيّ كأس العالم قطر 2022)، وذلك ضمن المجموعة الأولى الّتي تضمّ كلّاً من لبنان وقطر الدولة المضيفة والصين وطاجيكستان.

ولدقّة المباراة وأهمّيّتها، يسعى كلّ من قطر ولبنان إلى محاولة تحقيق انطلاقة قويّة من أجل التأسيس لمشوار ناجح في البطولة والذهاب بعيدًا كون الفائز في مباراة الغد سيخطو منطقيًّا خطوة كبيرة نحو ضمان التأهّل إلى الدور الثاني.

وبهذا السيناريو،أقدم كلّ من لبنان وقطر على تغيير رأس الجهاز الفنّيّ قبل أسابيع قليلة من انطلاق البطولة. فقد استعان منتخب الأرز في منتصف شهر كانون الأوّل الماضي بمدرّبه السابق المونتينغريّ ميودراغ رادولوفيتش، بينما راهن الاتّحاد القطريّ على التعاقد مع أحد أبرز مدرّبي الليغا في السنوات الأخيرة الإسبانيّ ماركيز لوبيز ليكون على رأس الجهاز التدريبيّ لمنتخبه بعد النجاحات الّتي حقّقها في الدوري القطريّ مع نادي الوكرة.

وكان المنتخبان قد التقيا أيضًا في مستهلّ مشوارهما في النسخة الماضية الّتي أقيمت في الإمارات العربيّة المتّحدة عام 2019، حيث انتهى لقاؤهما بفوز المنتخب القطريّ بهدفين للاشيء، فكانت انطلاقة المنتخب العنّابيّ الناجحة أمام لبنان في لقاء افتتاح كأس آسيا الأخيرة مفتاح نجاح قطر في إحراز لقب كأس آسيا .

وقد استعدّ منتخب الأرز لاستحقاق كأس آسيا بشكل جيّد جدًّا، إذ إنّ لبنان كان من أوّل الواصلين إلى الدوحة للاستعداد قبل أسبوعين من موعد انطلاق البطولة. وقد خاض منتخب الأرز العديد من المباريات الودّيّة أبرزها كان أمام المنتخب السعوديّ القويّ الّذي فاز بصعوبة كبيرة على لبنان بنتيجة 1-0، علمًا أنّه سنحت للمهاجمين اللبنانيّين ثلاث فرص لتعديل النتيجة أو حتّى الفوز .

وبهذا السيناريو، أكمل منتخب لبنان جهوزيّته لخوض غمار البطولة القارّيّة، حيث سيكون هدفه الرئيسيّ التأهّل إلى دور الـ16 للمرّة الأولى في تاريخه بعدما كان قريبًا من هذا الإنجاز في البطولة الماضية، وهو أمر توقّف عنده المدرّب ميودراغ رادولوفيتش في المؤتمر الصحافيّ الّذي عقد أمس الخميس في المركز الإعلاميّ في العاصمة القطريّة في الدوحة، حيث شدّد المدرّب المونتينغريّ على ثقته بلاعبيه، قائلاً: "الكلّ يعرف أنّ النتائج في كرة القدم لا تحصد بين ليلة وضحاها، لكن كما قلت سابقًا، ثقتي كبيرة بالعديد من اللاعبين الّذين رافقوني في الفترة السابقة الّتي قضيتها مع المنتخب اللبنانيّ، وهذه المجموعة تتمتّع بمزيج من الخبرة والشباب، و قد ظهرت جهوزيّتها بشكل واضح في المبارتين الودّيتين اللتين خاضهما منتخبنا في الأيّام الماضية وأظهرتا أنّنا حقًّا على الطريق الصحيح".

والتقى كابتن المنتخب حسن معتوق مع كلام مدرّبه المتفائل، معتبرًا أنّ "المباراة أمام قطر ستكون صعبة بلا شكّ". وأضاف: "لكنّ تركيزنا عالٍ جدًّا، والعمل الّذي قمنا به في هذه الفترة يفترض أن يعطي مردودًا كبيرًا لنا. لن نبخل بأيّ شيء، وبروحنا القتاليّة يمكننا تحقيق كلّ شيء".

هذا وزار المنتخب االلبنانيّ ليل أمس الخميس ملعب لوسيل الشهير الّذي استضاف المباراة النهائيّة لكأس العالم 2022، حيث جال على مرافقه وتفحّص أرضيّته الجاهزة بصورة مثاليّة لاستضافة اللقاء الافتتاحيّ أمام مدرّجات ممتلئة بحيث يتّسع إلى 88 ألف و966 متفرّجًا.

وسيقود الحكم الأستراليّ علي رضا فغاني مباراة لبنان وقطر، وهو الّذي سبق له قيادة اللقاء الشهير الّذي فاز فيه لبنان على الإمارات 3-1 في بيروت، في تصفيات مونديال 2014، علمًا أنّه ستكون المرّة السابعة الّتي تقام فيها نهائيّات كأس آسيا 2024 على أرض عربيّة في آخر 14 نسخة، حيث كان للبنان شرف استضافة نهائيّات كأس آسيا في عام 2000 .

تبقى الإشارة إلى أنّ قطر ستصبح اليوم مع انطلاق لقاء افتتاح كأس آسيا أوّل بلد يستضيف بطولة كأس آسيا على ملاعب احتضنت مباريات في كأس العالم، وأنّ اليابان تحمل الرقم القياسيّ في التتويج بكأس آسيا برصيد 4 ألقاب، وأنّ أربعة منتخبات عربيّة توّجت بلقب كأس آسيا وهي السعوديّة والكويت والعراق وقطر.