أحيانا ما تسوء العلاقات الشخصية مع عدد أفراد العائلة بسبب ضغوط مختلفة ومتنوعة. وسائل التواصل الاجتماعي يشجع الكثيرين على الانفصال عن العائلة والابتعاد عنها كخطوة علاجية.
هل هذا هو الحل الوحيد؟ وما تأثير ذلك علينا؟
يشكو عدد من الشباب حول العالم ما يصفونها بالضغوط التي تمارسها عائلاتهم عليهم، مثل الضغط المستمر للزواج أو الإنجاب او دراسة تخصص معين او العمل في مجال يحقق تطلعات الأسرة وغيرها.
يقول بعضهم ان هذه الضغوط كانت متزايدة بشكل يكاد يكون مدمراً لحياتهم، وحينما ذهب بعضهم إلى أطباء نفسيين كانوا يدعون دائماً إلى محاولة إصلاح العلاقات مع العائلة وعدم هجرها وقطع العلاقة معها "لأن الأسرة هي كل شيء" بحسب ما قال الأطباء. لكن من هم في وسط هذه المعاناة يرون أن حتى الأطباء النفسيين كانوا دائمًا ينظرون إلى المشكلة من منظور الوالدين.
بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فإن "باتريك تيهان" صاحب قناة النصائح الأسرية على يوتيوب يؤكد أنه قد يكون من الضروري للشفاء من الإصابات النفسية التي وقعت خلال فترة الطفولة أن يقوم الشخص بـ"الانفصال التام عن الأسرة السامة" أو تقييد العلاقات مع العائلة ووضعها في حدها الأدنى، مؤكداً أن هذا قد يكون "أمراً صعباً بشكل مأساوي"، لكنه قد يكون الحل الأخير.
وعلى موقعه الإلكتروني، وضع تيهان "اختبار العائلة السامة"، الذي يقيس العائلة على مقياس سمية يصل إلى 100 نقطة، وإذا كانت النتيجة أن الأسرة سامة يمكن للشخص البدء في برنامج علاج نفسي.
وبدأ ترويج الانفصال عن العائلة كخطوة علاجية يتزايد بشكل واضح، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي بشكل رئيسي، إذ يعج تطبيق تيك توك بحسابات الأشخاص الذين يقولون إن الانفصال عن العائلة قد حسن كثيرًا من رفاهيتهم. كما أن هناك مجموعة متنامية من كتب الدعم الذاتي حول هذا الموضوع.
على الجانب الآخر، يقول منتقدون إنه لا توجد أدلة علمية تثبت أن الانفصال عن العائلة مفيد للعميل؛ بل على العكس، فإن من انفصلوا العائلة يصبحون أكثر عرضة لفقدان الموارد المالية والعاطفية. ويمكن أيضًا أن يؤدي مثل هذا الانفصال إلى إلحاق الضرر بأفراد الأسرة، مثل الأشقاء والأحفاد والوالدين المسنين. وحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فإن بعض الأهالي شكوا عدداً من الأطباء النفسيين الذين يدعمون الانفصال، مُجادلين بأنهم ينتهكون المبادئ الأخلاقية الأساسية.
على العموم، يتم تدريب الأخصائيين لتجنب فرض آرائهم الخاصة عندما يريدون مساعدة عملائهم على اتخاذ قرارات كبيرة، ولدعم مبدأ عدم الإيذاء. وعلى الأغلب، يتم تعليمهم أن يعتبروا العلاقات العائلية، حتى لو كانت غير مثالية، جزءًا مهمًا من الحياة المزدهرة، إلا أن التحدي لهذا الأمر آخذ في التصاعد.