في الماضي، كان من الشائع أن يُنصح السائقون بتسخين سياراتهم لبضع دقائق قبل الانطلاق، خصوصًا في الأجواء الباردة. كان يُعتقد أن هذه الخطوة ضرورية لحماية المحرك وتحسين أداء السيارة. ولكن مع تطور تكنولوجيا السيارات، تغيرت هذه القاعدة بشكل كبير، وأصبح من المهم إعادة النظر في هذه العادة.
في السيارات القديمة، كانت أنظمة حقن الوقود تعتمد على المكربن الـ"carburetor"، وهو جهاز كان يحتاج إلى بعض الوقت لتوزيع الوقود بشكل مناسب إلى داخل المحرك، خصوصًا في درجات الحرارة المنخفضة. لذلك، كان التسخين ضروريًا لضمان تشغيل سلس وعدم إيقاف المحرك فجأة.
أما اليوم، فمعظم السيارات الحديثة مزودة بأنظمة حقن إلكتروني الـ"Electronic Fuel Injection" وأجهزة استشعار دقيقة تقيس حرارة المحرك وتعدّل كمية الوقود والهواء بشكل تلقائي لتتناسب مع الظروف. هذا يعني أن المحرك قادر على التأقلم فور التشغيل، ولا حاجة فعلية لانتظاره حتى "يسخن" قبل القيادة.
في الواقع، تسخين السيارة لفترة طويلة وهي متوقفة قد يؤدي إلى استهلاك وقود إضافي بلا فائدة حقيقية، ويزيد من انبعاثات الغازات الضارة.
ما ينصح به خبراء السيارات اليوم هو تشغيل السيارة والانتظار فقط من 30 ثانية إلى دقيقة واحدة، ثم القيادة بهدوء لبضع دقائق حتى تصل حرارة المحرك إلى المستوى المناسب. أي أنه يمكن القيادة فورًا بعد التشغيل، شرط عدم الضغط الزائد على دواسة الوقود أو التسارع المفاجئ في الدقائق الأولى.
أما في المناطق الباردة جدًا، يُفضل إزالة الثلج عن الزجاج وتشغيل نظام التدفئة لبضع لحظات قبل الانطلاق لأسباب تتعلق بالسلامة والرؤية، وليس بالضرورة من أجل المحرك نفسه.