اشتعل فتيل الضفة الغربية في فلسطين المحتلة فجر اليوم الأربعاء، عن غير صدفة، فكل ما حصل على مدى الأيام والأسابيع القليلة الفائتة من استفزازات اسرائيلية متعددة ومتنوعة الأشكال كان يشي بذلك، وأكثر تلك الاستفزازات وضوحاً تمثل بإقدام وزير الأمن الإسرائيلي ايتمار بن غفير ونحو 3000 مستوطن على اقتحام باحات المسجد الأقصى، ولم يكتف بذلك فحسب بل اعرب أمس الأول عن نيته تشييد "كنيس يهودي" في المسجد الأقصى.

في غضون ذلك، استُشهد عشرة فلسطينيين على الأقل خلال عدوان اسرائيلي في شمال الضفة، في حين زعمت الرواية الاسرائيلية بأن "قوات الأمن بدأت عملية لإحباط الإرهاب في جنين وطولكرم"، من دون تفاصيل إضافية.

من جهته، قال المتحدث باسم الهلال الأحمر أحمد جبريل لـ"وكالة فرانس برس": "هناك 10 شهداء جراء عدوان الاحتلال على جنين وطوباس بالإضافة إلى 15 جريحاً على الأقل"، مشيراً إلى أن فلسطينيَين اثنين استشهدا في مدينة جنين، وأربعة في قصف استهدف سيارة قرب المدينة، وأربعة آخرين في مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس.

ويأتي ذلك كله في حين تعمل القوات الاسرائيلية على منع الإسعاف الفلسطينية من إجلاء المصابين والشهداء، وبحسب وزارة الصحة في رام الله فقد "قطعت قوات الاحتلال الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصرت مستشفى الشهيد خليل سليمان ومقر جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض".

وحذرت الوزارة في بيان من "تداعيات حصار الاحتلال لمستشفيات جنين، وطولكرم، وطوباس وتهديداته باقتحامها".

 وفي وقت سابق، كتب وزير الخارجية الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" عبر منصة إكس: "يعمل الجيش بكل قواه منذ الليل في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم لتفكيك البنى التحتية الإرهابية الإيرانية-الإسلامية التي زرعت فيها".

واتهم الوزير الإسرائيلي ايران بـ"إقامة جبهة إرهابية في الضفة الغربية مشابه لنموذج غزة ولبنان"، في إشارة الى حركة المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله.

وأشار الى أن "أسلحة متطورة يتم إدخالها بشكل غير مشروع من الأردن" إلى مناطق في الضفة الغربية.

توازياً، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في بيان أنّ إسرائيل "تشنّ عدواناً شاملاً على مدن شمال الضفة المحتلة ومخيماتها. يسعى هذا العدوان إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة في محاولة من الكيان لفرض وقائع ميدانية جديدة تهدف إلى إخضاع الضفة المحتلة وضمّها".

وبدورها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى أنّ مقاتليها "يتصدّون في ميدان المعركة، بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، للاقتحام الصهيوني على مدينة جنين وطوباس وطولكرم".

وتشهد مختلف مناطق الضفة الغربية تصاعداً في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول الفائت. واستشهد مذاك في الضفة الغربية ما لا يقل عن 650 فلسطينياً برصاص مستوطنين وقوات العدو، وفق تعداد "فرانس برس" استنادا إلى بيانات رسمية فلسطينية، فيما قُتل ما لا يقل عن 20 إسرائيلياً بينهم جنود، وفق أرقام إسرائيلية رسمية.

وتسبّب العدوان الاسسرائيلي على قطاع غزة رداً على هجوم حماس باستشهاد ما لا يقل عن 40534 شخصاً غالبيتهم من الأطفال والنساء. 

وجددت حماس ليل الثلاثاء دعوتها "جماهير شعبنا في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى النفير العام، وشدّ الرّحال، والرّباط في المسجد الأقصى المبارك، وتعزيز حضورهم وتكثيف كلّ أشكال التصدّي لمحاولات الاحتلال ومتطرّفيه المساس بحرمة وقدسية الأقصى".