تتّجه أنظار أوروبّا ومعها عالم كرة القدم إلى مدينة ميونيخ عند الساعة العاشرة من مساء الليلة بتوقيت بيروت حيث تقام المباراة الافتتاحية لبطولة يورو 2024 لكرة القدم وتستمرّ حتى يوم الأحد في 14 تمّوز موعد المباراة النهائيّة في العاصمة الألمانيّة برلين.

وستكون أنظار العالم شاخصة الليلة إلى المباراة الافتتاحيّة الّتي ستجمع ألمانيا واسكتلندا، حيث إنّ المباراة ستكون بروفا حقيقيّة لاستكشاف مدى قدرة ألمانيا على إحراز لقب البطولة، خصوصاً وأنّ المنتخب الألمانيّ لديه ذكريات سيّئة عند استضافته نهائيّات كأس العالم في عام 2006 بتشكيلة اعتبرت الأقوى لمنتخب الماكينات، ولكنّه سقط في الفخّ الّذي نصبه له منتخب إيطاليا الّذي قلب التوقّعات آنذاك وأحرز في برلين لقب كأس العالم.

وبهذه الأجواء الّتي يترقّبها العالم أجمع، سيدخل المنتخب الألمانيّ حامل لقب بطولة أمم أوروبّا ثلاث مرّات البطولة الّتي ينظّمها بمعنويّات كبيرة رسمها المدير الفنّيّ للمانشافت جوليان ناغلسمان، وذلك بهدف إعادة الاعتبار إلى المنتخب الألمانيّ بعد تراجعه الكبير في السنوات الماضية عند سقوطه من الدور الأوّل وفي شكل دراماتيكيّ في آخر نسختين من بطولة كأس العالم واللتين أقيمتا في كلّ من روسيا 2018 وقطر 2022، إضافة إلى سقوطه أيضًا في دور الـ16 في النسخة الأخيرة من بطولة أمم أوروبّا.

وقد تولّى المدرّب الألمانيّ ناغلسمان الجهاز الفنّيّ للفريق في شهر أيلول بعقد لموسم واحد تمّ تجديده حتّى نهاية كأس العالم المقبلة في عام 2026، وذلك بعدما وضع المدرّب ناغلسمان الفريق على السكّة الصحيحة.

وكان المدرّب الألمانيّ ناغلسمان قد مّر بظروف صعبة جدًّا في بداية مسيرته بسبب النتائج السيّئة الّتي اجتازها المنتخب الألمانيّ بعد تعادله مع المكسيك في تشرين الأوّل الماضي ثمّ خسارته مبارتين متتاليتين أمام كلّ من تركيا والنمسا، لكنّه عاد وانتفض مع تحقيقه فوزين كبيرين أمام فرنسا وهولّندا في مبارياته الودّيّة في شهر آذار الماضي. وقبل أيّام قليلة من انطلاق منافسات يورو 2024، تعادل المنتخب الألمانيّ في مباراة ودّيّة مع أوكرانيا 0-0، حيث كان الأقرب إلى الفوز، فيما فاز على اليونان بنتيجة 2-1.

وعلى عكس عاملي الأرض والجمهور، يتسلّح منتخب ألمانيا بعناصر الخبرة في مختلف صفوف الفريق مثل مانويل نوير حارس المرمى وقائد الفريق وزميليه في بايرن ميونخ توماس مولر وجوشوا كيميش، إضافة إلى ثنائيّ ريال مدريد أنطونيو روديجر وتوني كروس الّذي تراجع عن قراره باعتزال اللعب الدوليّ قبل أن يعلن اعتزاله كرة القدم نهائيًّا بانتهاء مشوار الألمان في اليورو. وانضمّ في اللحظات الأخيرة إيمري تشان لاعب وسط بوروسيا دورتموند مكان الشابّ ألكسندر بافلوفيتش الّذي خرج من القائمة بسبب الإصابة، ويبقى إلكاي جوندوجان لاعب وسط برشلونة ركيزة مهمّة أيضّا في الكتيبة الألمانيّة.

ويأمل ناغلسمان أيضًا الاستفادة من الجيل الجديد من نجوم المانشافت وفي مقدّمتهم كاي هافيرتس مهاجم فريق الأرسنال اللندنيّ وجمال موسيالا وليروي ساني الثنائيّ الرائع في بايرن ميونخ، وكذلك الثلاثيّ الشابّ جيوناتان تاه وفلوريان فيرتز وروبرت أندريش الّذين قادوا باير ليفركوزن إلى تحقيق إنجاز تاريخيّ من دون خسارة، حيث فازوا بثنائيّة بطولة البوندسليغا ومسابقة الكأس في ألمانيا.

في المقابل، يسعى منتخب اسكتلندا بقيادة مدرّبه ستيف كلارك لتحقيق مفاجأة في افتتاح يورو 2024 أو الخروج بنتيجة إيجابيّة على الأقلّ تساعده في تحقيق إنجاز تاريخيّ بالتأهّل إلى الدور الثاني، وذلك قبل مواجهة سويسرا والمجر في الجولتين الثانية والثالثة في المجموعة الأولى.

ويرتكز كلارك على عدد من الأسلحة البارزة في صفوف المنتخب الاسكتلنديّ مثل قائد الفريق أندرو روبرتسون ظهير أيسر ليفربول الإنجليزيّ، وسكوت ماكتوميناي لاعب وسط مانشستر يونايتد، وكيران تيرني مدافع ريال سوسيداد الإسبانيّ، وجون ماكجين نجم فريق أستون فيلا الّذي قدّم موسمًا رائعًا في بطولة إنكلترا.