لن يكون لأغنى فريق كرة قدم في العالم باريس سان جيرمان الليلة سوى حلّ وحيد لا ثاني له، وهو تحقيق الـ"ريمونتادا" في العاصمة الكاتالونيّة برشلونة وقلب خسارته في أرضه في باريس ذهابًا 2-3 أمام الفريق الإسبانيّ والتقدّم عليه في الـ"كامب نو" بفارق هدفين وإلّا فإنّ الفريق الباريسيّ سيودّع البطولة الأوروبّيّة "تشامبيينز ليغ" مجدّدًا قبل الدور النصف النهائيّ ويخسر رهانه بإحراز لقب دوري أبطال أوروبّا للمرّة الأولى في تاريخه.
فالفريق الفرنسيّ الّذي حوّلته قطر منذ عام 2017 إلى قوّة ضاربة ضمّت جميع نجوم اللعبة في العالم وفي مقدّمتهم الثلاثيّ ليونيل ميسي، ونيمار وكيليان مبابي ومعهم أبرز نجوم البطولات الأوروبّيّة تهاوى عند كلّ أمتحان أمام الفرق الرنّانة فخسر رهانه بإحراز لقب الـ"تشامبيينز ليغ وخسر معه على التوالي نجومه، فخسر قبل موسمين جهود البرازيليّ نيمار ومن ثمّ في الموسم الماضي غادره بطل العالم ليونيل ميسي وها هو هذا الموسم يتحضّر لخسارته آخر أسمائه الرنّانة قائد الديوك كيليان مبابي.
وأمام كلّ تلك السيناريوهات الدراماتيكيّة، فإنّ مدرّبه الثعلب الإسبانيّ لويس أنريكه مدرك تمامًا أنّه لم يعد أمام فريقه سوى سيناريو واحد فقط لتجنّب الكارثة وهو الانتفاضة في برشلونة لكي يحقّق انتصارًا على مضيفه يفسح أمامه المجال لإنقاذ موسم العاصمة الفرنسيّة وسمعتها للانتقال إلى المباراة النصف النهائيّة.
ولهذا عقد ليل أمس الاثنين المدرّب لويس أنريكه مؤتمرًا صحافيًّا رفع خلاله معنويات لاعبيه عبر إعلانه أنّ الفوز على برشلونة ليس مستحيلًا لا بل ليس صعبًا أبدًا، وأنّ الفريق الفرنسيّ سيظهر بصورة مختلفة عمّا كان فيها في المباراة السابقة. ويعتمد لويس أنريكه على ثبات فريقه قبل تلك الخسارة، إذ إنّ باريس سان جيرمان لم يعرف الخسارة منذ خمسة أشهر وتحديدًا في 27 مباراة على التوالي.
وسيكون مفتاح فوز الفرنسيّين الليلة الثنائيّ كيليان مبابي من جهة وزميله عثمان ديمبيلي وسيكونا مصدرا الخطورة لفريق العاصمة الفرنسيّة حيث سيحاولان كسر دفاعات الفريق الكاتالونيّ. وسيكون الحارس الإيطاليّ دوناروما في حراسة الشباك ومن أمامه النجم المغربيّ أشرف حكيمي والثلاثيّ ماركينيوس، ونينو مانديز وهيرنانديز لحماية الخطّ الدفاعيّ الفرنسيّ من هجمات برشلونة، بينما في خطّ الوسط من المتوقّع أن يعتمد لويس أنريكه على فيتينيا نجم مباراة الذهاب وإلى جانبه زائير أمري وباركولا.
من ناحيته، سيخوض برشلونة بقيادة مدرّبه كزافي هيرنانديز بتشكيلة دفاعيّة محكمة كما في مباراة الذهاب وسيعتمد في المقابل على الهجمات المرتدّة السريعة مع ساحره البرازيليّ رافينيا الّذي هزّ الشباك الباريسيّة مرّتين ذهابًا وإلى جانبه قلب الهجوم روبرت ليفاندوفسكي، بينما سيميل خطّ وسط برشلونة إلى الخطوط الخلفيّة مع خبرة نجمه الهولّنديّ دي يونغ وزميله الألمانيّ غاندوغان الّذي سيشكّل خطّ التواصل بين الخطوط الثلاثة. وستكون مهمّة الحارس تير ستيغن مصدر متابعة في تحديد مصير مباراة حياة أو موت للفريقين وفي شكل خاصّ لفريق باريس سان جيرمان الّذي في حال سقوطه وخروجه من المسابقة الأوروبّيّة فقد يكون مستقبل الفريق كـ"منافس أوروبّيّ" على المحكّ.