ماذا لو كانت أمل عرفة هي بطلة مسلسل "ولاد بديعة" بدلاً من سلافة معمار؟ وماذا لو لم تقدّمْ في السّابق مسلسلات، انتُقدت في حينها مثل "دنيا 2" و"سايكو"، كما أنّها شاركتْ في أعمالٍ كثيرة لم يكن الطّرح فيها "عميقاً"؟

السّؤالان يأتيان بسبب منشور لأمل عرفة على "فيسبوك"، تنتقدُ فيه الطّروحات الفنيّة، فتقول:

"في عصر التفاهة الرائع الذي نعيشه... علينا جميعاً أن نتحلّى بالتّفاهة بدلاً من العمق. علينا جميعاً أن نُطبَعَ بالسطحيّة بدلاً من العمق. علينا جميعاً أن نستهدف نجاحاتٍ مفرقعة عوضاً عن رسائل تعوّدنا أن نحملها على أكتافنا ونتوّج بها مشاريعنا". وأضافت: "ما يحدث ليس عفوياً، علينا أن نعي ذلك! لا يهم أن تبقى التفاهة هي المسيطرة وأعتقد أنها ستدوم ولمليون سبب... الذي يهم فعلاً ألا يعجز العقل والإبداع والجمال عن إيجاد ضوء ما... سيكون".

أمل عرفة وزيد البيروتي في "أغمض عينيك"

مَن يترصّد منشورات النجمة السورية طوال الشّهر الفضيل، يعي بأنّها تقارن بين نوعين من الدراما السّوريّة التي قدّمت في رمضان، الأوّل انتُقدَ فيه الطرح، والثّاني بطلته أمل في "أغمض عينيك" و"وصايا الصبار". لكنّ "أغمض عينيك" حقّق النجاح المطلوب، مع العلم أنّ مخرجه لا يمتلك مسيرة نجاح حافلة (مؤمن الملا)، كما أنّ العمل "عائلي" بين الكاتب والمخرج، ومع ذلك حقّقَ مرادهُ في معالجة قضية أطفال طيف التوحد.

كما شاركتْ أمل عرفة في مسلسل مؤجل منذ عامين وهو "وصايا الصبار"، تأليف فادي حسين وإخراج سمير حسين، بينما "أغمض عينيك" فللكاتبين أحمد الملا ولؤي النوري وإخراج مؤمن الملا.

اختارتْ أمل وأصابت في أن تكون متفرّدةً هذا الموسم، بأعمالٍ تحمل طرحاً عميقاً، لكن هذا لا يلغي أنّ الجمهور أعجبته مواضيع أُخرى ترافقتْ مع نجاح مخرجين وكتّاب في حبكِ "حدوتة" لطيفة لأعمالٍ توازن بين الموضوع والشّكل.