مع انتهاء مرحلة الإياب من بطولة لبنان لكرة السلّة وانطلاق الاستعدادات لمواجهات الـ"فاينل إيت"، تتوجّه الأنظار إلى الصراع على لقب البطولة مع عنوان واحد، هل سيكون في إمكان أيّ من أندية الـ"فاينل إيت" إسقاط بطل لبنان الرياضي؟

ما هو مؤكّد أنّ تاريخ يوم السبت الماضي 30 آذار 2024 تحوّل إلى منعطف في بطولة لبنان لكرة السلّة بعدما قسى فريق الرياضي على ضيفه الحكمة في المباراة الأخيرة من الدوري المنتظم حاملًا رسالة إلى الفرق الأخرى مفادها أنّ ما قبل هذا التاريخ لن يكون كما بعده.

فقد حوّل فريق الرياضي أمام جماهيره في المنارة أمسية الحكمة إلى كابوس حقيقيّ عندما أمطر سلّة الفريق الأخضر بوابل من النقاط وسجّل في الربع الأوّل وحده 39 نقطة فارضاً إيقاعاً هجوميّاً غير مسبوق في بطولة لبنان.

فقد خلق فريق الرياضي فارقًا من النقاط تجاوز الثلاثين نقطة في بعض أوقات المواجهة الّتي فاز بها بسهولة تامّة 113-99. فالرياضي الّذي ضمن المركز الأوّل في ترتيب البطولة أظهر تجانساً عالي المستوى في تشكيلته غير موجود في الفرق الأخرى.

فالفارق الكبير بين الرياضي وفرق البطولة الأخرى هو أوّلاً وأخيراً في تقارب المستوى المميّز بين تشكيلته الرئيسيّة ولاعبيه الآتين من مقاعد الاحتياط وهم أبرز نجوم منتخب لبنان ككابتن منتخب الأرز أمير سعود أو موزّع ألعابه علي منصور أو فرعون كرة السلّة اللبنانيّة والعربيّة اسماعيل أحمد.

فتلك الأسماء الّتي تحلم فرق البطولة بالتعاقد مع أحدها تأتي من الـ"بنش" أي مقاعد الاحتياط لتأخذ المهمّة من أسماء رنّانة أخرى مثل وائل عرقجي اللاعب ألأفضل في القارّة الآسيويّة والّذي أظهر أمام الحكمة أنّه اللاعب الّذي يتقدّم بخطوة عن بقيّة نجوم البطولة بتسجيله 25 نقطة و11 "أسيست" أي تمريرة حاسمة قلبت من بداية المواجهة معطيات اللقاء لمصلحة بطل لبنان.

أمّا الفارق الكبير الّذي يعطي هذا الموسم التفوّق الواضح لأبناء المنارة فهو كريم زينون أحد أبرز المدافعين في البطولة وطبعاً المسدّد الأفضل عن الثلاثيّات القاتلة في الأوقات الحاسمة وهذا ما أكّده في آخر مواجهتين له مع الفريق الأخضر، حيث بعدما قاد فريقه إلى الفوز في السوبر ليغ في منتصف الأسبوع الماضي ضرب مجدّداً دفاعات الحكمة في المنارة بخمس ثلاثيّات ناجحة من عشر محاولات.

تألّق زينون المتواصل في مواجهات البطولة انسجم مع عودة تألّق هايغ كيومجيان بمباراة مثاليّة كان فيها على بعد خطوة من التريبل دوبل فكان قوّة دعم كبيرة للاعب ارتكاز القوّة الضاربة في القلعة الصفراء البوسنيّ كيكانوفيش الّذي فرض إيقاعه أمام الفريق الأخضر من بداية المواجهة وحتى نهايتها، فارضّا على الحكمة إعادة النظر في تركيبة تشكيلته عبر الاستعانة بلاعب جديد هو لاعب ارتكاز صربيّ يحمل الجنسيّة الأميركيّة نيكولا راكوسيفيتش الّذي قد يكون إضافة للفريق الأخضر لتحسين أدائه ولكن من دون أن يتمكّن من تشكيل خطر دائم على الرياضي الّذي قد يكون في إمكان أحد فرق الفاينل فور لاحقًا إسقاطه في ليلة ... ولكن الأكيد سيكون شبه مستحيل لأحد الفوز عليه في سلسلة كاملة في المرحلة النهائيّة من بطولة لبنان لكرة السلّة.