قدّمتْ قناة MBC مسلسل "الخائن" طوالَ تسعينَ حلقة مقسّمةً على ثمانية عشرَ أسبوعاً، من الأحد إلى الخميس. عقبَ ذلك، تعرضُ الآن "بودكاست" تتحاورُ فيه شخصيات العمل الرئيسة، لتناقش أهم القضايا التي عُرِضتْ، بالإضافة إلى كواليس العمل.

"البودكاست" الأوّل يضمُ قيس شيخ نجيب وسلافة معمار "سيف وطليقته أسيل"، وفي حلقة أُخرى تتحاورُ ريتا حرب مع مرام علي "نورا وابنتها تيا – الزوجة الثّانية لسيف"، ويجتمعُ جلال شموط "عماد" مع خالد شباط "سامر"، ورولا بقسماتي "نادين" مع تاتيانا مرعب "جمانة".

يظهرُ من خلالِ النّقاش الثّنائي الذي يمتدُّ بمعدّل أربعين دقيقة، مدى تعلّق الممثّلين بشخصيات المسلسل التي تركتْ أثرها الكبير عليهم طوالَ تسعة أشهر من العمل المتواصل في تركيا.

يناقشون في حلقات "البودكاست" قضايا عائليّة وعاطفيّة كالخيانة والأمومة والأُبوّة والصّداقة والانتقام، لم يحاكموا الشّخصيات لكن فسّروا منطقها. وبدا أنّ المسلسل رمى بثقله عليهم. ربّما الرّحلة الطّويلة للممثّل مع الشّخصيّة التي يؤدّيها طوالَ تسعين حلقة في بلدٍ أجنبي بعيداً عن عائلته، تجعلُ من التّجربة خاصّة للغاية، فيحصلُ التّماهي مع الدّور والالتصاق به بطريقة استثنائيّة.

قد يحتاجُ ممثّلو "الخائن" الدّخول إلى عوالم شخصيات أُخرى كي يخرجوا من عباءةِ أدوارهم في المسلسل، كما أنّ المشاهد رافقَ الأبطال طوالَ تسعينَ حلقة وتعلّقَ بها، باتتْ سلافة "أسيل" وقيس "سيف" ومرام "تيا" وريتا "نورا".

من جانبٍ آخر، لا يمكن تغافل أنّ قضيّة الخيانة شائكة للغاية، وهذا ما يُناقشهُ "البودكاست"، حتّى لو كانَ الحكم الأوّل تجاه الخيانة حاملاً الرّفض والنبذ، لكن حولَ الخيانة قد تتورّطُ شخصياتٌ بالدّفاع عن منطق الخائن، نتيجة صلة القرابة أو الصّداقة.

كذلك، فإنّ فكرة تحليل الشّخصيات بعدَ عرض العمل، تفتحُ باباً آخراً للحوار والتّفكر، بعيداً عن تقديمِ المتعة اللحظويّة في المسلسل. "البودكاست" الذي أطلقتهُ MBC يُشبهُ ندوات النّقاش التي تحصلُ أحياناً عقبَ العروض المسرحيّة ذات القضايا الاجتماعيّة، وقد يتحفّظُ البعضُ على فكرةِ نقاش العمل بعدَ عرضِهِ، لكنّ المفيد بالأمر، أنّ الممثّل الذي تبنّى منطق الشّخصيّة، يُقدّمُ وجهةَ نظرهِ من جانبَين: روحُ الشّخصيّة التي عايشَها، وفكرُ الممثّل الذي يُحلّلُ الشّخصيّة بعدَ عرضِ العمل ورصدِ ردود فعلِ الجمهور.