تعرّفَ إليه الجمهور العربي من خلال برنامج Arabs Got Talent عبرَ شاشة MBC قبل حوالي تسع سنوات، واستطاعَ خلالَ مسيرته الفنية الممتدة قبلَ ذلك من إثبات نفسه كمغني أوبرا محترف. هوَ الفنان الأرمني المولود في سوريا، جوزيف ترتريان، التقتهُ "الصفا نيوز" وكانَ لنا لقاءً معهُ للحديثِ عن خطوات مشوارهِ الفنّي وآخر مشاريعه. 


وزيرة الثقافة منعتني من الغناء في الأوبرا لأني رقصت!

بدايةً ما يميّز جوزيف هو التطوّر الذّاتي الذي يعمل عليه، فيقول إنّ غناءَهُ اليوم، تطوّرَ عمّا كان أثناء مشاركته في Arabs Got Talent. جوزيف يقيمُ حالياً في دبي، يتحدّث عن موقفٍ حصلَ معهُ أثناءَ وجوده في سوريا، حيثُ منعته وزيرة الثقافة لبانة المشوّح من الغناء في دار الأوبرا في دمشق بسبب حضورها لعرضٍ كان يرقصُ فيه الجاز والرومبا إلى جانب الغناء. يُصيف جوزيف: "أحاول الخروج من الإطار الكلاسيكي المقولب لفناني الأوبرا وأعتبر نفسي Crossover بين الأوبرا والبوب". 

"السوشل ميديا"


بدأ جوزيف مشواره باجتهادٍ شخصي مستثمراً ذروة نجاح "السوشل ميديا" في العام 2009 تقريباً، واستمرَّ تواجده قوياً على المنصّات ثمّ هدأَ، فيقول مرجّحاً: "ربّما تراجعتْ السوشل ميديا وربما هناكَ مَن يخشى جرأتي في القالب الذي أقدّم نفسي فيه". يمدحُ جوزيف دورَ الإعلام السوري في بداياته، لكن يقول إنّ الأمر اليوم باتَ مختلفاً "ربما لأني أقيمُ خارج سوريا فلا أحظى باهتمامٍ مع أنّ اللون الذي أقدّمه نادر جداً في سوريا والعالم العربي".

ثقافة موسيقية 

يجيدُ جوزيف العزف على الكمان، ويغني بلغاتٍ عديدة إلى جانب العربية والأرمنية والإنكليزية، تأتي الإيطالية والإسبانية والألمانية. وقفَ على أهمّ المسارح حولَ العالم، ويتابعهُ عبر منصات مواقع التواصل الآلاف، ويفخر بمتابعةٍ كبيرة يحظى بها عبر المنصة الموسيقيّة "سبوتفاي" ويكشفُ أنّ نسب الاستماع الأعلى تأتي من مصر.

كان هدفي الشهرة واليوم تغيرت...

رغم إصداراته الغنائيّة المتنوّعة ومشاركاته العديدة سواء في الحفلات أو المسرح الغنائي، يقولُ جوزيفُ إنهُ اليوم تغيّر عن ذي قبل. يوضح: "في السّابق كان هدفي الشهرة أمّا اليوم فلقد تغيّرت... أريدُ فقط أن أغنّي من قلبي". ويفضّلُ جوزيف الشّراكات الموسيقيّة أو ما يُعرف بـ "Partnership"، فيعملُ مع منتجين بحسب رؤية مشتركة يتفقان عليها معاً.

الاختلاف 

يدمجُ جوزيف ترتريان بين أنماط غنائيّة متعدّدة، وقد أدّى "جادكَ الغيث" بطريقته الخاصة. يتمنّى أن يحظى العالم العربي بقيمٍ نبيلة مثل تقبّل الاختلاف، وهو ما يسعى لطرحه في أغنياته الجديدة التي يقومُ بتجهيزها. 


أرمينيا... تجربة لم تكتمل

رغم الأصول الأرمنيّة لكن لم تكتمل تجربة جوزيف في بلده الأُم، ويحاول في مفاهيمه تجاوز مسألة الحدود والعودة لما هو في داخل أعماق التجربة الإنسانيّة الفريدة. يعبّر عن شغفه بالفن ويقول: "بدي موت أنا وعم غنّي".

هؤلاء هم الملهمون... وأتمنى الغناء مع عبير نعمة

عبير نعمة

عالمياً، أريثا فرانكلين وأندريا بوتشيلي وجوش غروبان وماريا كايري وسيلين ديون وإيل ديفو وإديث بياف وشارل أزنافور هم أبرز الملهمين لجوزيف، أمّا من العالم العربي فيختار: "فيروز وزكي ناصيف ووائل كفوري ورامي عياش وهبة طوجي وعبير نعمة". ويقول: "بالمناسبة أتمنى الغناء إلى جانب عبير نعمة وهيَ اليوم متفوّقة بشكلٍ كبير"!

الألبوم المقبل 


غلاف الألبوم - رسم أحمد عكروم

يجهّز جوزيف لإطلاق أغنيات ألبومه الجديد بعنوان "Inner Conversation - محادثة داخلية"، وهو بشكل كامل باللغة الإنكليزية، ومن أبرز الأغنيات فيه:

"Not Just a Number - Finally No Love - Online Dating - Putting Myself First". 

"يخلق من الشبه 40"!

إلى جانب حبه للغناء وشغفه الكبير فيه، خاضَ جوزيف تجربة المسرح الغنائي، وهو منفتح على مختلف أنماط الفن بما في ذلك التمثيل، فيختتم معنا حواره بالحديث عن الشّبه بينه وبين النجم السوري خالد شباط يشخصية "باسل" في مسلسل "الخائن"، حيثُ يُقال لجوزيف لمراتٍ عديدة "الشبه كبير بينكما"!

جوزيف ترتريان وخالد شباط