تنطلق مرحلة الإياب من بطولة لبنان في كرة السلّة في الثالث من شهر كانون الثاني، بلقاء ناريّ سيجمع الهومنتمن والشانفيل على ملعب الأوّل في مزهر-أنطلياس. وستكون بطولة لبنان في مرحلة الإياب مفتوحة على كلّ الاحتمالات، حيث ستشهد صراعات على كلّ المراكز ولن تكون هناك فرصة للتعويض. فالرياضي يضع نصب عينيه احتلال المركز الأوّل قبل نهاية مرحلة الإياب، فهو ليس بعيدًا عن تحقيق غايته بعد فوزه على الحكمة في غزير. الرياضي الّذي يضمّ نواة منتخب لبنان لكرة السلّة مع أبرز لاعبين وائل عرقجي، الأفضل في آسيا، وأمير سعود، سيحاول عدم القيام بأيّ خطوة ناقصة وهو سيستفيد من أنّه سيكون مضيف الدربي مع الحكمة في المنارة. من ناحيته سيكون من الصعب على فريق الحكمة تكرار إنجاز مرحلة الذهاب في الفوز في سبع مباريات متتالية، كون الفرق الكبرى الأخرى ستعدّ له العدّة إياباً. وهو سيكون ضيفًا على الشانفيل في ديك المحدي وعلى الهومنتمن في مزهر وأخيرًا على الرياضي في المنارة.

من ناحيته، سيحاول فريق بيروت المنافسة على اللقب بإيجاد التجانس ضمن صفوفه لمحاولة الذهاب بعيداً في مرحلة الإياب، خصوصاً وأنّ الثنائيّ علي حيدر ونجم البطولة سيرجيو درويش تعرّضا لإصابات عدّة في بداية الموسم، وهما الآن جاهزان بدنيّاً ومعنويّاً لقيادة بيروت في مرحلة الإياب. كما أنّ لدى فريق بيروت سلاحاً فتّاكاً هو الأميركيّان دار تاكر وكليف ألكسندر الذي حمل الحكمة على أكتافه في الموسم الفائت.

ثلاثيّ الصدارة هذا يدرك أنّ أيّ خطوة ناقصة في مرحلة الإياب ستكلّفه غالياً جدّاً لأنّ الشانفيل والهومنتمن ليسا بعيدين أبدًا عنهم. فالشانفيل أوّلاً برهن في مرحلة الذهاب هذا الموسم أنّه عاد إلى واجهة الفرق المنافسة في البطولة ومن الباب العريض. فالماريست الذي غاب عن قاعدته في الموسم الماضي عاد إلى عقر داره وأظهر سريعاً أنّه الحصان الأسود في البطولة لموسم 2023-2024 . وهو قد برهن أنّ لديه اللاعب الأفضل في البطولة ومن دون منازع جافيون بلايك. فساحر الشانفيل سيقود فريقه الذي تسلّح مع نهاية مرحلة الإياب بنجم منتخب لبنان السايق إيلي رستم في الدقائق الّتي شارك فيها أمام الأنترانيك أنّه ما زال من أفضل اللاعبين على الساحة اللبنانيّة. كما أنّ الفريق المتنيّ سيستفيد من لاعب ارتكازه اللبنانيّ جو أبي خرس الذي تعرّض لإصابة في منتصف مرحلة الذهاب ليكون الإضافة للتشكيلة الّتي يقودها باتريك بو عبّود. وفي حال تخطّى الشانفيل المطبّ الأوّل في مزهر، ستكون الأمور سهلة أمامه لضمان مركز الـ"فاينال فور"، كونه سيستضيف على ملعبه وبين جمهوره فريقي بيروت والحكمة.

أمّا من ناحية الهومنتمن، فهو يلعب كلّ أوراقه باعتماده على هدّافه والتر هودج الخطر جدّاً ولكن الذي لم يصل بعد إلى مستواه المعهود. وقد كسب الهومنتمن الرهان على جيرار حديديان، حيث شكّل عنوان مرحلة الذهاب من بطولة لبنان من دون منازع. وتبقى معرفة كيف ستكون صورة كلّ من دواين جاكسون، جاد خليل وجيمي سالم الذذي لم يكن مستواهم ثابتًا في مرحلة الذهاب.

وفي الصراع على الجزء الثاني من البطولة، يظهر سريعاً أنّ الفريق الأنطونيّ – بعبدا الّذي أسقط الرياضي في أبرز مفاجآت مرحلة الذهاب هو الأفضل، وأنّ بصمات المدرّب رالف عقل في موسمه الأوّل كمدير فنّيّ جاءت ناجحة جدّاً. كذلك، ظهر الأنترانيك في صورة جيّدة جدّاً وهذا ما يفسّر إحرازه أربع انتصارات في مرحلة الذهاب. فالأنطوني والأنترانيك لن يجدا صعوبة في تقدّمهما في مرحلة الإياب على الثلاثيّ ميروبا والهوبس والـ"أن أس إي".