لم يكن فريق الحكمة مقنعًا في انطلاقة مشواره الآسيويّ في افتتاح بطولة "وصل" غرب آسيا في كرة السلّة لموسم 2023-2024.

فالفريق الأخضر الّذي نجح تنظيميًّا في تحويل قاعة ملعبه في غزير إلى قاعة خمس نجوم ليل أمس الأربعاء في مشهد يضاهي بألوانه وتقنيّاته ملاعب كرة السلّة الأوروبّيّة، وقد غصّت مدرّجاته بالمشجّعين قبل ساعة من انطلاق لقاء افتتاح مبارياته في بطولة "وصل"، لم ينجح فنّيًّا في مجاراة ضيفه فريق غورغان الإيرانيّ الّذي كان الطّرف الأفضل على مدار المباراة وفاز بها بنتيجة 86-74.

فقد تمكّن بطل إيران من فرض سيطرته على أرض الملعب منذ بداية اللقاء فتقدّم في كلّ أشواطها، بحيث وصل الفارق بينهما في منتصف الربع الثالث وبداية الربع الأخير إلى 22 نقطة لمصلحة الفريق الإيرانيّ.

وفي قراءة تحليليّة للمباراة، يظهر بوضوح أنّ الفريق الإيرانيّ لعب بطريقة منظّمة جدّاً وفرض سيطرته على أرض الملعب، حيث أطبق دفاعيّاً على مضيفه اللبنانيّ فأجبره على ارتكاب الأخطاء "تورن أوفر" فاستفاد الفريق الإيرانيّ من تلك الحالة لتسجيل 19 نقطة وكذلك استعجل الحكمة في التسديدات البعيدة وفي اختيار التمريرات، بينما لعب الفريق الإيرانيّ بتركيز عالٍ واستفاد من تفوّق محرّك ألعابه الأميركيّ ويل تشيري الّذي قدّم مباراة رائعة جدّاً فكان عن حقّ مايسترو المواجهة.

وقد سجّل ويل تشيري 26 نقطة لفريقه، إضافة إلى توزيعه الكرات بشكل متناسق عبر سحبه مدافعي الحكمة وإفراغ زملائه وفي مقدّمتهم نجم المنتخب الإيرانيّ أرسلان قاظمي الّذي التقط 18 ريباوند وسجّل 8 نقاط، بينما تولّى مواطنه محمّد فاهيدي تسجيل 23 نقطة في الوقت الّذي تولّى اللاعب المجنّس في منتخب لبنان سابقًا ولاعب ارتكاز الفريق الإيرانيّ حاليًّا نورفيل بيل شلّ قدرات فريق الحكمة هجومًا عبر تنفيذه 3 كرات صدّ "بلوك شات" وتسجيل 10 نقاط.

من ناحية الحكمة، افتقد الفريق الأخضر لاعب الـ"Money Time Player"، بحيث لم يكن له في هذا اللقاء قائد للفريق يأخذ اللقاء على عاتقه في الأوقات الحاسمة وكذلك افتقد الفريق الأخضر الروح القتاليّة والعمل الدفاعيّ الجماعيّ، وكذلك هجومياً افتقد اللعب الجماعيّ، مع سيطرة المحاولات الفرديّة. وجاءت نسبة تهديف لاعبي الحكمة 13 نقطة لأحمد ابراهيم و11 نقطة لباسل حرفوش و12 نقطة لكريم عزّ الدين ليتبيّن بتلك الأرقام غياب الهدّاف الحقيقيّ عن الفريق الأخضر في هذا اللقاء.

واعتبر مدرّب الفريق اللبنانيّ جاد الحاج أنّ "فريقه لم يكن بالمستوى التقنيّ الجيّد" وأنّ "انطلاقة الفريق الأخضر في المباراة جاءت بطيئة فاستفاد الفريق الإيرانيّ الّذي لعب بشكل منظّم جدًّا"، ممّا يظهر أنّ الحكمة ما زال في حاجة إلى العديد من التحسينات ليكون بمستوى الفريق الإيرانيّ، مضيفًا أنّ "الوقت سيكون لمصلحة فريقه".

من ناحيته، اعتبر قائد الحكمة أحمد ابراهيم أنّ "الفريق الإيرانيّ كان بوضوح الطرف الأفضل"، شاكرّاً جمهور الحكمة الكبير لمساندته لاعبي الفريق، واعداً إيّاهم بالعمل الدؤوب لكي تكون صورة الفريق الأخضر أفضل بكثير في الفترة المقبلة.