خلُصت قمة القاهرة للسلام، التي انعقدت في العاصمة المصرية، اليوم السبت، إلى الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ورفض التهجير القسري، فضلاً عن العمل على تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق مبدأ "حل الدولتين". 

وانطلقت قمة القاهرة للسلام، برئاسة جمهورية مصر العربية ممثلة برئيسها عبد الفتاح السيسي، وبحضور رؤساء عدد كبير من الدول العربية وغير العربية، لبحث تداعيات العدوان الاسرائيلي على غزة، وبحث مستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام، ووقف التصعيد.

بدايةً افتتح السيسي القمة بكلمة له أكدت أهمية التوافق بشأن خريطة طريق لإحياء مسار السلام، موضحاً أن "تصفية القضية الفلسطينية من دون حل عادل لن يحدث".

وبينما جدد رفض بلاده لـ"التهجير القسري للفلسطينيين إلى صحراء سيناء"، أعرب عن دهشة "مصر البالغة من أن يقف العالم متفرجاً على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها 2.5 مليون فلسطيني في غزة، يُفرض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويع وضغوط عنيفة".

وتابع السيسي: "مصر دفعت ثمناً باهظاً من أجل السلام في هذه المنطقة"، داعياً إلى توفير "الحماية الدولية للفلسطينيين من خلال حصول الفلسطينيين على حق تقرير المصير".


الملك عبد الله الثاني: حياة الفلسطينيين لا تقل أهمية عن حياة الإسرائيليين

من جهته، شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والدواء إلى غزة، معتبراً خلال كلمة له أن "حياة الفلسطينيين لا تقل أهمية عن حياة الإسرائيليين".

وأضاف عبدالله: "قصف غزة مرفوض وانتهاك واضح للقانون الدولي.. يجب وقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات" معرباً عن شعوره "بالحزن جراء الهجمات التي استهدفت المدنيين".


آل خليفة: لاطلاق جميع الاسرى والمحتجزين

توازياً، طالب ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، بـ"حل الدولتين" على أساس حدود 1967، قائلاً في كلمة له: "لا استقرار في الشرق الأوسط من دون حل الدولتين".

وأضاف آل خليفة: "اتخذت البحرين خيارها الاستراتيجي للسلام لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار"، مؤكدأً "دعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض تهجيره من غزة".

وتابع: "يجب توفير الحماية للمدنيين من انعكاسات الحرب وإطلاق جميع الأسرى والرهائن والمحتجزين.. لدينا إدراك راسخ أن حل الدولتين ضمانة حقيقية للتعايش بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".


عباس: حل الدولتين يحقق السلام

رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حذّر في كلمته من "محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من غزة أو الضفة أو القدس"، مشدداً على أن الفلسطينيين "لن يتركوا أرضهم".

وقال عباس في كلمته: "شعبنا يواجه عدواناً وحشياً ينتهك القانون الدولي الإنساني ونطالب بوقفه على الفور"، رافضاً استهداف المدنيين من الجانبين وداعياً في الوقت نفسه لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين كافة".

وأضاف: "حل الدولتين يحقق السلام وينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، لأن العنف يتجدد كل فترة بسبب غياب العدالة والحقوق المشروعة لشعبنا".


غوتيريش: للالتزام باتفاقيات جنيف

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لاطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين، قائلاً: "حان الوقت للعمل لإنهاء الكابوس المروع ويجب إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني لأن مطالبه عادلة وشرعية".

وفي حين أكَّد غوتيريش ضرورة حل الدولتين لإنهاء هذا الصراع، قال: "يجب الالتزام باتفاقيات جنيف وتجنب استهداف المدنيين والبيوت والمستشفيات".


بن فرحان: السعودية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني 

في غضون ذلك، كرر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان موقف بلاده من الحرب قائلاً إنَّ المملكة تؤكد على رفضها لانتهاكات القانون الدولي من أي طرف.

وطالب بن فرحان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار على غزة ووقف العمليات العسكرية وفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، مضيفاً: "السعودية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه وترفض محاولات إسرائيل لتهجير سكان غزة قسراً".


القمة بلا بيان ختامي بسبب الخلافات

بدورها، أفادت وسائل إعلامية مواكبة لفعليات القمة بأنه لن يكون هناك بيان ختامي لقمة القاهرة بسبب خلافات بين الوفود العربية والأوروبية.

ويحضر قمة القاهرة للسلام بالاضافة إلى قادة البلدان العربية عدداً من رؤساء حكومات إسبانيا واليونان وإيطاليا والقادة الغربيين.