من خلال العودة إلى زاوية "Trending" في موقع يوتيوب، نرى أنّ بعض الأغنيات الرّائدة في الأيام والأسابيع الأخيرة قد لا تتعدّى أحياناً المئة ألف مشاهدة، ما يدعونا للسؤال: كيف هناك فنانين يحقّقون ملايين المشاهدات في اليوم الأوّل ولا يصنّفون في هذه الزّاوية؟

والإجابة أنه أحياناً تكون المشاهدات غير معبّرة عن مدى وصول الجمهور برضاه إلى المحتوى، فتلجأ بعض شركات الإنتاج إلى الترويج للعمل من خلال الإعلانات المدفوعة لفرضه على المتابعين. هنا تتسجّل المشاهدات دون أن تعني تفاعلاً إيجابياً، فقد تتحقّق المشاهدة أثناء ظهور الإعلان سواء في يوتيوب أو في مواقع أُخرى، ولا يُعد الانتظار من أجل الضغط على زر "التخطّي" أو Skip معياراً بطبيعة الحال بأنّ الأغنية تحققّ مزيداً من المشاهدات الحقيقيّة فهي تزداد لكنّها "مشاهدات الصّدفة" التي فُرضَت على المتابع! هذا احتمال، أمّا الاحتمال الآخر، أن يكون الإعلان مفيداً في إيصال الأغنية وأن يختار المستخدم الاستماع لكامل العمل أو مشاهدته، لذا لا نُعمّم. 

أمّا الطريقة الثّانية، فقد تلجأ شركة الإنتاج للأسلوب المخادع وهو "شراء المشاهدات"، ربّما كنوع من تحقيق "البريستيج" لنجمِ الشّركة! هذا لا يزال رائجاً إلى اليوم لدى بعض الفنانين!

ونتيجة تطبيق إحدى الطريقتين، يظهر التّفاوت الشّاسع ما بين عدد المشاهدات من جهة ومدى التّفاعل على الأغنية من خلال عدد الإعجابات والتّعليقات... ترى مليون مشاهدة مقابل خمسين تعليقاً مثلاً! وتحقّق أغنية ملايين المشاهدات ولا تدخل في زاوية "التراند"! فتلك الزّاوية تأخذ بالاعتبار أنّ تكون المشاهدات حقيقيّة، والوصول إليها مقصود من دون إعلانات فضلاً عن التفاعل معها من خلال الإعجاب أو التّعليق.

وتحقّق بعض الأغنيات نجاحاً منقطع النّظير من دون اللجوء للطريقتين اللتين ذُكرتا (الإعلان أو شراء المشاهدات)، هنا "يكون بيت الفنان في القلعة"، فليسَ من السّهل المنافسة في الأعمال التي تعتمد الحرفيّة في التنفيذ بعيداً من الابتزال. ومن أبرز الفنانين العرب في تحقيق الأرقام المرتفعة في زاوية الموسيقى هم: سعد لمجرد وإليسا ونانسي عجرم وأخيراً أحمد سعد.