في زيارة مفاجئة، وصل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، صباح اليوم الخميس، إلى مقر اقامة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، في اليرزة، وبينما انشغل البعض في الحديث عن من الداعي ومن المدعو، فقد اعتبر آخرون أن ذلك يعتبر "تدحرجاً" ايجابياً للمعطيات يصب في اتجاه انهاء الشغور الرئاسي.

"ترويقة" البخاري - فرنجية وفق ما نُقل، استكملت بحديث في هواء بعبدا الطلق وقد غاص الطرفان بنقاش مستفيض وفق ما ظهر أمام عدسات الكاميرات. وفي منطق ربط الأحداث خلال الأيام القليلة الفائتة، والمتعلقة بحركة البخاري خصوصاً ما نقل عنه بعد لقائه "الإعتدال الوطني"، تشي ببعض التغيرات في الموقف السعودي إن صح التعبير، رغم أن مصادر مواكبة للأحداث منذ اليوم الأول على بدء الشغور الرئاسي لا توافق على هذا التوصيف تحديداً.

وترى المصادر نفسها، أن المملكة العربية السعودية لم تخلع قناع الـ"cold face"، الذي ارتدته سابقاً، وقد بدا ذلك واضحاً منذ بدء النقاش أيام اللقاء الخماسي في باريس، مشيرةً إلى أن ذلك في  في علم التفاوض منح المملكة هامشاً أكبر للتحرّك مقابل بعض العروض، فيما الطرف الآخر المفاوض اعتمد المبدأ التفاوضي التكاملي (التفاوض المربح لجميع الأطراف والذي يستغرق وقتاً أكثر من أي نوع آخر الى حين يشعر الجميع بالرضى التام) وهذا ما حاولت فرنسا فعله (فرنجية  مقابل السفير نواف سلام) ولم تفلح حتى هذه اللحظة. 

أسباب عديدة لفشل المبادرة الفرنسية لن نغوص بتفاصيلها إلّا أنّه لا يمكن العبور من جانبها من دون ذكرها، أهمّها تبدّل المحاور في المنطقة والاتفاقات واللقاءات التي حصلت وستحصل فضلاً بدءاً من ايران - السعودية برعاية صينية مروراً باليمن - السعودية وسوريا - السعودية وصولاً إلى سوريا - تركيا كمن ينفض غباراً عن بساط سحبه من تحت ركام الحرب. 

يأتي ذلك كلّه، مع عودة الحديث عن دعم الولايات المتحدة الأميركية لقائد الجيش العماد جوزيف عون بعدما أفل نجم ترشّحه خلال الأسابيع الفائتة، وهذا ما يدلّ على عدم تطابق حساب الحقل السعودي مع حساب البيدر الأميركي في المنطقة وإلّا فما الذي يمنع من حشد الدعم لعون أو على الأقل تبنّي ترشيحه، وهو أضعف الإيمان.