يا له من فشل سياسي! يا له من انهيار منذ إخفاق حل الجمعية الوطنية الفرنسية! تراكمت لدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إخفاقاتٌ كثيرة لدرجة أن الاستقالة المفاجئة لسيباستيان ليكورنو، رئيس وزرائه القديم الجديد تبدو أشبه بقصة فكاهية. على مدى ما يقرب من عقد من الزمان في السلطة، شقّ رئيس الدولة الفرنسي طريقه بصعوبة ونجاح مشكوك فيه عبر حقلٍ من الإخفاقات السياسية والاقتصادية والمالية. ناهيك عن الدبلوماسية الفرنسية، التي هي أيضاً حقلٌ من الأنقاض.
مع استقالة سيباستيان ليكورنو، أصبح الوضع برمته فجأةً مثيراً للسخرية في ظل الأزمة السياسية الخطيرة التي تغرق فيها البلاد. هذه "المسرحية الاستعراضية"، التي أبدعها ماكرون، تُهين فرنسا والشعب الفرنسي.
نعم، الوضع خطيرٌ للغاية، ومع ذلك، فإن اليأس يُثير أحياناً الضحك المرير! وفي محاولة لتوضيح هذه النقطة، التي قد تبدو غير مألوفة، دعونا نضع في اعتبارنا هذه الحقيقة الرئيسية حول أيام ليكورنو السبعة والعشرين المذهلة في ماتينيون: من بين الأسماء الثمانية عشر المدرجة في القائمة الحكومية، اثنا عشر وزيراً مستقيلون بالفعل من حكومة بايرو السابقة، ويجدون أنفسهم الآن، في حالة استقالة مضاعقة! حتى رئيس الوزراء السابق سيباستيان ليكورنو كان مستقيلاً من منصب وزير الدفاع! وهذا أمر غير مسبوق.
يكون ليكورنو قد حقق إنجازاً لا يُحسد عليه بالاستقالة حتى قبل انتقال السلطة إلى وزارته.
ماكرون وحيدٌ تماماً. هل سيصرّ على البقاء في قصر الإليزيه؟ يبدو ذلك مستحيلًا. كل شيء ينهار تحت قدميه. هل هذا تحلل؟ انتصار "التجمع الوطني"؟ والتصويت لـ"فرنسا الأبية" على اليسار يبدو حتمياً. أكثر من أي وقت مضى، أصبح حكم الجمهورية الفرنسية مستحيلاً. الأسواق المالية خير دليل على ذلك. هجمات مضاربة ستجبر البنك المركزي الأوروبي (CBE) على التدخل لإقراض فرنسا، في ظروف معينة، ما يعني وضع المالية والسياسة الاقتصادية الفرنسية تحت الوصاية.
الماكرونية كارثة.
يرجى مشاركة تعليقاتكم عبر البريد الإلكتروني:
[email protected]