لم يعد يصحّ ما كانت تتغّنى به القارّة الأوروبّيّة من إطلاق صفة البطولات الخمس الكبرى على بطولاتها الوطنيّة. فالفارق أصبح اليوم شاسعاً بين بطولتها الأبرز بطولة الدوري الإنكليزيّ الـ"بريمير ليغ" وبين البطولات الأخرى وخصوصاً الدوري الفرنسيّ الذي يشهد هذا الموسم تراجعاً قياسيّاً لمردود النقل التلفزيونيّ والرعاية.

أصبح الدوري الإنكليزيّ يغرّد بعيداً عن سربه، إذ إنّ حقوق النقل التلفزيونيّ وحدها في إنكلترا تبلغ 8.6 مليارات دولار أميركيّ أي مليارين ومئتي مليون دولار في الموسم والتّي دفعت ثمنها شبكة سكاي سبورتس العالميّة لمدّة أربعة مواسم مقابل أقلّ من مليارين لحقوق النقل للدوري الفرنسيّ لمدّة أربعة مواسم تشارك في دفع ثمنها شبكتا بي إن سبورتس ودازن .

وعليه فإنّ ميزانيّة إنكلترا من حقوق النقل التلفزيونيّ لموسم واحد للدرجة الممتازة الـ "بريمير ليغ" تفوق مجموع أربع سنوات للدوري الفرنسيّ الذي يستمرّ دخله في التراجع. هكذا يتقاضى بطل فرنسا لموسم 2025-2026 مردوداً ماليّاً من النقل التلفزيونيّ يصل إلى أربعة ملايين و600 ألف يورو أي أقلّ من المردود الماليّ الّذي حصل عليه صاحب المركز 18 الأخير في الدوري نفسه في الموسم الماضي وهو فريق مونبيلييه الّذي كان قد حصل على خمسة ملايين و180 ألف يورو .

من هنا يثبُت أنّ غياب المنافسة في الدوري الفرنسيّ أبعد المعلنين بشكل كبير وخفّض ثمن النقل التلفزيونيّ وثمن بطاقات حضور مباريات الدوري، في الملاعب، لأنّ فريق العاصمة الفرنسيّة باريس الأسماء الّتي تعتبر في فرنسا منافسة كمرسيليا وليون وليل وموناكو ابتعدت عن مستوى الفريق الباريسيّ منذ دخول قطر كمالك للفريق.

في إنكلترا سبعة فرق مرشّحة دائمة لإحراز اللقب وهي ليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وأرسنال وتوتنهام وأستون فيلا ونيوكاسل، كما أنّ الفرق الأخرى في إمكانها إسقاط تلك الفرق في أيّ لحظة، وهو ما يجعل من بطولتها الأكثر متابعة في العالم من على المدرّجات أو عبر النقل التفزيونيّ على مساحة الكرة الأرضيّة.

فالإيرادات الماليّة لموسم 2024-2025 في الدوري الإنكليزيّ حسب الشركة العالميّة "دي لويد" تتجاوز 7.3 مليارات دولار في الموسم وهي الأعلى في العالم في كرة القدم وتليها بطولة الدوري الألمانيّ البوندسليغا مع 3,8 مليارات في الموسم وهي الّتي تستمدّ تفوّقها على الدوري الإسبانيّ من القوّة الاقتصاديّة في ألمانيا ليتفوّق على بطولة الليغا الّتي تأتي في المركز الثالث من ناحية الإيرادات مع 3,5 مليارات، بينما لا تتعدّى إيرادات الدوري الفرنسيّ مليارين و300 ألف .

ما هو أكيد أنّ غياب المنافسة أصبح العدوّ الأوّل في الرياضة وعليه فإنّ الدوري الفرنسيّ إن لم يجد فريقاً منافس لبطل أوروبّا باريس سان جيرمان في القريب العاجل سيخسر رهبته وسيطلق على البطولات الوطنيّة الكبرى في أوروبّا لاحقاً تسمية البطولات الأربع الكبرى وليس البطولات الخمس الكبرى.

وقد يؤدّي غياب المنافسة في فرنسا إلى تراجع مستوى حامل اللقب الأوروبي لهذا الموسم.