يترقّب اللبنانيّون بشغف انطلاق بطولة كأس آسيا في كرة السلّة – جدّة 2025 (5-25 آب) بمشاركة 16 منتخباً بين القارّتين الآسيويّة والأوقيانيّة.

فالمسابقة القارّيّة اّلتي أطلقها الاتّحاد الدوليّ لكرة السلّة بنسختها الرسميّة في عام 1991 سيطر عليها التنّين الصينيّ الّذي فرض طوقاً محكماً على لقبها بإحرازه سبعة ألقاب في أوّل ثماني نسخات منها مع استثناء وحيد لكوريا الجنوبيّة عام 1997 .

هذه السيطرة المطلقة تبدّدت مع اعتزال العملاق ياو مينغ (2,29 سنتم (أفضل لاعب آسيويّ في تاريخ كرة السلّة وأحد أبرز لاعبي الارتكاز في دوري المحترفين في الولايات المتحدة، ليخلفه سريعاً وعلى مساحة القارّة الأكبر في العالم عملاق آخر هو الإيرانيّ حامد أهدادي (2,18 سنتم) الّذي قاد إيران إلى إحراز ثلاثة ألقاب آسيويّة في أعوام 2007 و2009 و2013 قبل أن تعود الصين مجدّداً إلى الواجهة وتحرز في عام 2013 لقبها الآسيويّ التاسع لتكون القارّة الأبرز مسرحًا لمنازلة ثنائيّة بينهما حتّى عام 2017، عندما قرّر الاتّحاد الدوليّ لكرة السلّة ضمّ منتخبات أوقيانيا إلى القارّة الآسيويّة. انقلبت موازين القوى بشكل مطلق نحو المنتخب الأستراليّ أحد أقوى منتخبات العالم في كرة السلّة في نسختي الـ2017 والـ2022 بعد نهائيّ رائع جمع المنتخب الأسترالي مع منتخب لبنان وانتهى بفوز صعب جدّاً لأستراليا بفارق نقطتين فقط 75-73 .

ومنذ ذاك النهائيّ، أصبح منتخب لبنان يحسب له ألف حساب. ولهذا، سيدخل منتخب الأرز البطولة في مدينة جدّة بمعنويّات عالية وبتشكيلة متماسكة وهدفه الذهاب بعيداً... ولمَ لا يحاول إحراز أوّل كأس قارّيّة للبنان في تاريخ الرياضات الجماعيّة.

فالمنتخب اللبنانيّ كشف في الساعات الأخيرة عن تشكيلته الّتي سيقودها نجم كرة السلّة الآسيويّة وائل عرقجي على الرغم من أنّه ما زال يتعافى إلى اليوم من الإصابة الّتي تعرّض إليها قبل أشهر قليلة.

وسيعتمد منتخب الأرز بقيادة المدرّب الصربيّ ميودراغ بيريسيتش على تشكيلة متجانسة عمودها الفقريّ، إضافة إلى وائل عرقجي، رباعيّ فريق الرياضيّ أمير سعود وكريم زينون وعلي منصور وهايغ غيوكجيان، إضافة إلى هدّاف الحكمة الصاعد عمر جمال الدين ونجما فريق بيروت سيرجيو درويش وعلي حيدر.

أمّا الورقة الرابحة في منتخب الأرز نسخة 2025 فهو اللاعب الآتي من دوري الجامعات الأميركيّة والعائد إلى بلاد الأرز يوسف خيّاط "يويو" الذي أظهر طاقات رائعة في المباريات التحضيريّة للبنان في الأيّام الماضية، والّتي منحته أفضليّة توقيع أغلى عقد في تاريخ الرياضة اللبنانيّة وهو مليونا دولار مع فريق الحكمة لثلاثة سنوات.

لا شك ّأنّ مهمّة لبنان سوف تكون صعبة، لأنّ المرشّح الأقوى سيكون مجدّداً المنتخب الأستراليّ ولو أنّه سيظهر في مدينة جدّة من دون لاعبيه المحترفين في الدوري الأميركيّNBA ، فلدى أستراليا كلّ المقوّمات لتبقى صاحبة الأفضليّة للاحتفاظ باللقب للمرّة الثالثة على التوالي.

وستكون أستراليا صاحبة الحظ الأكبر ومن خلفها ثلاثة منتخبات بنسب متساوية هي لبنان واليابان والصين. فاليابان يتطوّر بشكل كبير وهو الذي خاض نهائيّات الألعاب الأولمبيّة في باريس الصيف الماضي والذي أصبحت بطولاته المحطّة الأبرز للاعبي القارّة الآسيويّة، ومنهم نجوم كرة السلّة اللبنانيّة الّتي ستشهد للمرّة الأولى هجرة العديد منهم إليه، وأبرزهم سيرجيو درويش وعلي مزهر وكريم عزّ الدين .

وستعود الصين إلى مصاف المنتخبات المرشّحة لإحراز لقب البطولة، إذ إنّ الفريق الصينيّ دفع لهذه البطولة أبرز لاعبيه المحترفين في الدوري الصينيّ، بعدما أعاد اعتباره خلال التصفيات الآسيويّة ووضع هدفًا جديداً له وهو ببساطة إعادة كأس آسيا إلى خزائنه.

ويبقى أخيراً منتخب رابع مرشّح للمنافسة ولو بنسبة أقلّ عن الآخرين وهو منتخب نيوزيلندا الّتي سيتمثّل بمنتخب متماسك بمزيج من لاعبي الخبرة والنجوم الصاعدين، وهو المنتخب الّذي استعدّ بشكل مكثّف، إذ إنّه انتقل قبل فترة إلى البرازيل، للتدرّب في إطار معسكر بعيد عن الأضواء ليستعدّ بأفضل طريقة ممكنة لبطولة كأس آسيا.

أول مباراة لمنتخب لبنان ستكون في مواجهة المنتخب القطريّ في 6 آب ضمن المجموعة الأولى والّتي لقّبت بمجموعة الموت وتضمّ إلى لبنان أستراليا وكوريا الجنوبيّة وقطر.

والأمل ألّا تكون مهمّة لبنان الصعبة مستحيلة.