مع عودة الأسطورة الأميركيّة فينوس ويليامز في الساعات الماضية وبعمر 45 عاماً، إلى البطولات الاحترافيّة الكبرى في كرة المضرب وتحقيقها فوزاً كبيراً على إحدى أبرز المصنّفات في ترتيب اللاعبات المحترفات في العالم، يتأكّد بما لا شكّ فيه أنّه لم يعد هناك في أيّامنا الحاليّة ما كان يعرف في الماضي برهبة الاعتزال أمام حاجز أو هاجس الأعمار.
فقد انتقلت الرياضة في عصرنا الحاليّ بمختلف ألعابها ومسابقاتها إلى أفق جديدة ليصبح الفارق كبير جدّاً على كلّ الأصعدة بين الحاضر والماضي.
فالألعاب الأولمبيّة شاهدة على سقوط كلّ الأرقام القياسيّة. ما كان مستحيلاً في العقود الماضية أصبح اليوم سهل المنال، وذلك يعود إلى عوامل كثيرة أبرزها التطوّر السريع على مختلف الأصعدة.
فقد اختلف في يومنا هذا كلّ شيء في الرياضة عمّا كان يحصل في السابق، وذلك بفضل تطوّر التكنولوجيا واستحداث تقنيّات عالية الجودة في ظلّ أسلوب حياة صحّيّ يقابله تكامل احترافيّ في التجهيز النفسيّ والبدنيّ، وصولاً إلى عامل اللياقة.
ولهذا، فقد سقط بالدلائل والأرقام وفي مختلف الرياضات ما كان يعرف سابقاً بـ "رهبة العمر".
ففي كرة السلّة مثلاً، ما زال ليبرون جايمس اليوم ملك اللعبة بعمر 41 عاماً، وهو من قاد الدريم تيم الأميركيّ في الموسم الماضي إلى إحراز ذهبيّة ألعاب أولمبياد باريس. وليس بعيداً عن بطولاتنا المحلّيّة، ما زال الفرعون المصريّ اسماعيل أحمد وبعمر 49 عاماً "بيضة القبّان" في تفوّق النادي الرياضي على كلّ الألقاب والبطولات.
وفي كرة القدم، ما زال الدون كريستيانو رونالدو اللاعب الأشهر والأغلى ثمناً في العالم، وهو في الـ 40 من عمره، القائد الفعليّ لمنتخب البرتغال أحد أبرز منتخبات العالم في كرة القدم.
هذا بعض من الأمثلة والوقائع الثابتة في الرياضة الحاليّة بأنّ العمر لم يعد حاجزاً أو هاجساً في صنع الإنجازات والمنافسات. وما يصحّ في الرياضات الجماعيّة، يصحّ أيضاً في الرياضات الفرديّة. ففي الرياضة الميكانيكيّة، ما زال السائق البريطانيّ لويس هاميلتون بطل العالم سبع مرّات أبرز سائقي الفرق الكبرى بعدما انتقل من مرسدس إلى فيراري هذا الموسم وهو في الـ40 من عمره، ليقود الفريق الميكانيكيّ الأكثر شهرة على مساحة الكرة الأرضيّة.
واليوم، أعادت الأسطورة الأميركيّة فينوس ويليامز (45 عاماً) عقارب الساعة إلى الوراء عندما قرّرت العودة عن اعتزالها لتدخل مباشرة إلى ملاعب التنس وفي كبرى بطولاتها بمشاركتها في دورة واشنطن الدوليّة بفئة الـ 500 نقطة للّاعبات المحترفات وتحقّق فوزاً غالياً جدّاً على مواطنتها الأميركيّة بيتون ستيرنز الّتي تبلغ 23 عاماً، أي أقلّ من نصف عمرها، وتفوز عليها 2-0 .
والمفارقة أنّ فينوس ويليامز الفائزة في سبعة ألقاب بطولات كبرى "غراند سلام" أحرزت أربعة من ألقابها الكبرى قبل ولادة الأميركيّة ستيرنز في تشرين الأوّل/أكتوبر 2001. وبهذا تكون فينوس ويليامز قد أعادت إلى الأذهان اللاعبة الّتي كانت تعتبر "المرأة الحديديّة " في رياضة السيّدات مارتينا نافراتيلوفا بطلة ويمبلدون تسع مرّات التي شاركت في بطولات المحترفات حتّى عمر الـ47 عاماً، إذ كانت تعتبر لاعبة "فوق الطبيعة".