أكّدت بطولة ويمبلدون بنسختها الحاليّة 2025 أنّه لم يعد هناك مكان لبطلة مطلقة عند السيّدات في عالم التنس.

فبطولة ويمبلدون الأعرق على صعيد التنس في العالم لم تعد تعرف لاعبة يمكن اعتبارها المرشّحة المؤكّدة أو على الأقلّ صاحبة الحظوظ الأوفر في باب الترشيحات لإحراز لقب فئة السيّدات.

تاريخ طويل من السيطرة المطلقة على بطولة ويمبلدون

فالبطولة التي عرفت سابقاً سيطرة مطلقة للأميركيّة من أصول تشيكيّة مارتينا نافراتيلوفا الفائزة تسع مرّات بلقبها، وقبلها الأسطورة الأميركيّة بيلي جين كينغ الفائزة ست مرّات باللقب في السبعينيّات وكذلك الألمانيّة شتيفي غراف الفائزة سبع مرّات في التسعينيّات قبل أن تخلو الساحة تمامًا للشقيقتين فينوس وسيرينا ويليامز اللتين فازت معًا بـ 12 لقباً (سبعة ألقاب لسيرينا وخمسة لفينوس)، شهدت بعد عام 2018 نهاية لما يعرف بالبطلات المطْلقات في التنس عند السيّدات.

عند الرجال... السيطرة المطلقة مستمرّة

أمّا عند الرجال فالسيطرة المطلقة ما زالت سارية إلى اليوم وقد تستمرّ في الفترة المقبلة كون الثنائيّ الإسبانيّ كارلوس ألكاراز والإيطاليّ يانيك سينر تمكّنا من وراثة السيطرة الثلاثيّة الّتي امتدّت إلى نحو عقدين بين السويسريّ روجيه فيديرير (20 لقب بطولة كبرى من بينها ثمانية لألقاب لبطولة ويمبلدون)، والإسباني رافاييل نادال (22 لقب بطولة كبرى من بينها 14 مرّة بطل رولان غاروس) وأخيراً الصربيّ نوفاك ديوكوفيش حامل الرقم القياسيّ لعدد بطولات الغراند سلام مع 24 لقباً منها سبعة ألقاب في ويمبلدون و10 في أستراليا.

غياب واضح للسيطرة عند السيّدات

منذ عام 2016 الّذي شهد التتويج الأخير لسيرينا ويليامز في ويمبلدون، لم تتمكّن أيّ لاعبة من إحراز لقب بطولة السيّدات لمرّتين ولو غير متتاليتين .

فالأرقام كما الإحصاءات تؤكّد أنّ أسماء الفائزات بعد ويليامز اختلفت سنويّاً، ففازت الإسبانيّة موغوروزا بلقب الـ2017 لتختفي عن المنافسة من بعدها ويصبح هذا السيناريو هو القاعدة في ويمبلدون مع تتويج الألمانيّة أنجيليك كيربير في عام 2018، والرومانيّة سيمونا هاليب في الـ2019، والأستراليّة بارتي في الـ2021 بعد توقّف نسخة الـ2020 بسبب جائحة كورونا. وفي عام 2022 كان لقب بريطانيا للسيّدات للاعبة كازاخستان ريباكينا ومن ثمّ التشيكيّة موندروسوفا في الـ2023 ومواطنتها كريتشيكوفا في عام 2024 .

وفي نسخة الموسم الحاليّ 2025 ستلتقي لاعبتان في النهائيّ لم تكونا من بين المرشّحات البارزات لإحراز اللقب، خصوصًا الأميركيّة أماندا كاي أنيسيموفا المصنّفة 13 في العالم والّتي سجّلت في مسيرتها تأهّلًا لمرّة واحدة إلى نهائيّ إحدى دورات الغراند سلام في ومبلدون في الموسم الماضي.

وستلتقي اللاعبة الأميركيّة الّتي أقصت المصنّفة أولى البيلاروسيّة إرينا سابالينكا مع البلولنديّة إيغا سفياتك المصنّفة رابعة والاختصاصيّة بالملاعب الصلصاليّة، إذ إنّ في سجلّها أربعة ألقاب في رولان غاروس على عكس بطولة ويمبلدون الّتي تتأهّل فيها للمرّة الأولى إلى الدور النهائيّ.