في الوقائع والأرقام، سوف يشهد دوري الأبطال في كرة القدم للمرّة الأولى منذ أكثر من عقدين مباراة نهائيّة ليس طرفًا فيها أيّ فريق من إسبانيا أو إنكلترا أو ألمانيا. فمسابقة الـ"تشامبيينز ليغ" الّتي سيطرت عليها بشكل كامل الأندية الإنكليزيّة والإسبانيّة وبدرجة أقلّ الأندية الألمانيّة، قلبت كلّ التوقّعات في هذا الموسم، حيث إنّ مدينة ميونيخ ستكون في نهاية الشهر الحاليّ مع نهائيّ سيجمع فريق باريس سان جيرمان الفرنسيّ وإنتر ميلانو الإيطاليّ.
فالمرّة الأخيرة الّتي شهد فيها دوري الأبطال في مباراته النهائيّة فريقين من خارج إسبانيا أو إنكلترا أو ألمانيا هي في عام 2003، عندما فاز فريق بورتو البرتغاليّ في نهائيّ الـ"تشامبيينز ليغ" على فريق إمارة موناكو الفرنسيّ بنتيجة 3-0. ومنذ حينها، كان هناك دائمًا فريق من إسبانيا أو إنكلترا أو ألمانيا طرف في هذا النهائيّ.
وفي الأرقام أيضًا، فاز ريال مدريد 15 مرّة لوحده بلقب المسابقة، بينما فاز به كلّ من ليفربول وبايرن ميونيخ 6 مرّات، وفاز برشلونة بخمسة ألقاب، وأجاكس أمستردام الهولّنديّ بثلاثة القاب وإنتر ميلانو الإيطاليّ بثلاثة ألقاب، بينما لم يفز الفرنسيّون سوى مرّة واحدة بلقب المسابقة وهي في عام 1993 عندما أحرز فريق مارسيليا لقب المسابقة بفوزه على الميلان بنتيجة 1-0 .
وسيمثّل غياب أندية إنكلترا وإسبانيا عن نهائيّ المسابقة وبدرجة أقلّ فرق ألمانيا نقطة تحوّل غير مسبوقة، إذ إنّ المسابقة الأوروبّيّة كانت قد تحوّلت بشكل كبير في السنوات العشر الماضية إلى ساحة منافسة بين قطبي الكرة الإسبانيّة ريال مدريد وبرشلونة من جهة وبين أربعة أندية إنكليزيّة هي مانشستر سيتي وليفربول وتشلسي وتوتنهام .
ولم يأت التغيير هذا الموسم مع بروز فريق باريس سان جيرمان أو إنتر ميلانو بالصدفة أو بضربة حظّ أبدًا، إذ إنّ باريس سان جيرمان أثبت بتشكيلته الحاليّة بعدما نفض عن أكتافه عبء نجوم اللعبة كليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي بتشكيلة واعدة من المواهب الصاعدة والّتي أقصت بطريقها إلى النهائيّ كبار الكرة الإنكليزيّة بإسقاطها الأرسنال ذهابًا وإيابًا في نصف نهائيّ المسابقة بعدما تجاوز الفريق الباريسيّ ومن دون صعوبة فريق ليفربول بطل إنكلترا والفريق الأقوى على الورق في العالم هذا الموسم.
من ناحيته أيضًا، قدّم فريق إنتر ميلانو الإيطاليّ مباريات بطوليّة بامتياز عندما أسقط برشلونة بمباراة مجنونة 4-3 في نصف نهائيّ اعتبر الأجمل في دوري الأبطال في السنوات الخمس الأخيرة. وكان الإنتر قد أقصى في الدور الربع النهائيّ فريق بايرن ميونيخ فحرمه من حلم خوض نهائيّ المسابقة على أرضه في ميونيخ.
وسيخوض إنتر ميلانو ثاني نهائيّ له للمسابقة الأوروبّيّة في السنوات الثلاث الأخيرة، علمّا أنّه وصل ستّ مرّات إلى المباراة النهائيّة وفاز بثلاث منها في الأعوام 1964 و1965 و2010، بينما لم يتأهّل فريق باريس سان جيرمان سوى مرّة واحدة إلى نهائيّ دوري الأبطال، وذلك في عام 2020 عندما خسر فرصة رفع كأس البطولة بسقوطه أمام بايرن ميونيخ الألمانيّ .
تبقى الإشارة إلى أنّ أكثر فريق في أوروبّا خسر في نهائيّ دوري الأبطال هو فريق جوفنتس الإيطاليّ الّذي سقط سبع مرّات في المباراة النهائيّة في تسع مباريات نهائيّة خاضها وأحرز اللقب مرّتين، بينما يبقى فريق أتلتيكو مدريد الفريق الوحيد الّذي تاهّل ثلاث مرّات إلى نهائيّ المسابقة ولم يتمكّن من الفوز بلقبها.
من ناحيته، يحمل ريال مدريد الرقم القياسيّ في عدد الانتصارات بالألقاب مع 15 لقبًا وبالمباريات بفوزه في 302 مباراة أمام بايرن ميونيخ الفائز في 244 مباراة وبرشلونة الفائز في 202 مباراة.