لم يكن أحد أبدًا ليتوقّع بأن يخرج أعرق أندية العالم ريال مدريد من دوري الأبطال الأوروبّيّ خالي الوفاض من الدور الربع النهائيّ لدوري الأبطال.

فالفريق الملكيّ الّذي ينفرد بعيدًا جدًّا عن كلّ الآخرين بإحرازه لقب بطل أبطال أوروبّا 16 مرّة، سقط سقوطًا مدوّيًا أمام فريق العاصمة البريطانيّة لندن الأرسنال ذهابًا بنتيجة 0-3 وإيابًا بنتيجة 1-2 داخل قلعته الـ"سنتياغو برنابيو" والّتي علت منها الأصوات طوال الأسبوع الماضي مهدّدة بالـ"ريمونتادا"، فكان جواب الأرسنال بتجديد الفوز عليه بنتيجة 2-1 .

ومع إطاحته بملك أوروبّا، يكون الأرسنال حكمًا قد أصبح المرشّح الأبرز لإحراز لقب دوري الأبطال عندما يواجه في المباراة النصف النهائيّة فريق باريس سان جيرمان الفرنسيّ وهما يبحثان معًا عن أوّل تتويج لهما في المسابقة الأبرز في أوروبّا والعالم.

فقد أكّد فريق الأرسنال بتشكيلته الحاليّة أنّه قوّة ضاربة متكاملة من دون أيّ نقطة ضعف في أيّ مركز على أرض الملعب، ولديه أفضل لاعبي الاحتياط. فبكلّ بساطة، يبدو أنّ المدرّب الإسبانيّ ميكيل أرتيتا بدأت لندن تعتبره بين أفضل ثلاثة مدرّبين مرّوا في تاريخ فريق العاصمة وجعلوا منه أحد أفضل فرق العالم في كرة القدم.

ففريق الأرسنال المعروف بالـ"غانرز" أيّ المدفعجيّين أبصر النور في عام 1886 ويعتبر من أعرق الأندية الرياضيّة على مساحة الكرة الأرضيّة.

ويعود الفضل في الفريق اللندنيّ إلى اسمين وهما في الماضي البعيد هربرت تشابمن وفي الماضي القريب الفرنسيّ آرسين فانغر.

ففي عام 1925، دخل تشابمن كمدير إنقاذيّ للأرسنال الّذي كان يتخبّط اقتصاديًّا وفنّيًّا للبقاء بين فرق الطليعة، فقدّم العديد من الابتكارات الأساسيّة لفريق العاصمة وقام بتحديث البنية الفنّيّة والتحتيّة للنادي وقاده سريعًا إلى قمّة الدوري بإحرازه لقب كأس الاتّحاد الإنكليزيّ في موسم 1930 ولقب الدوري للمرّة الأولى في عام 1931 .

وأصبح يُحسب ألف حساب للأرسنال منذ ذلك التاريخ، مع استكمال تشابمن نجاحاته باعتماد قمصان الفريق بلونها الحاليّ مع الأكمام البيضاء، فاستحدث ثورة في شكل الفريق وتابعها بتركيب الأضواء الكاشفة على أرض ملعب الـ"هايبري" لخوض المباريات ليلًا، وخلق البنية التحتيّة وأسّس الفريق الّذي خرج الأقوى بعد توقّف مباريات كرة القدم عند نهاية الحرب العالميّة الثانية في عام 1945 ليفوز الأرسنال بلقبي البطولة في عامي 1948 و1953 قبل أن يستقرّ لسنوات لاحقة بين فرق الصدارة ولكن من دون إحراز لقب دوري الأضواء حتّى عام 1996 عندما أتى الفرنسيّ آرسين فانغر.

ففي عهد الفرنسيّ فانغر، تحوّل الـ"غانرز" مجدّدًا إلى قوّة ضاربة، حيث قاده إلى إحراز لقب الدوري الإنكليزيّ ثلاث مرّات في عهده، إضافة إلى جعله الفريق الّذي اكتسب لقب "الفريق الّذي لا يقهر" طوال موسم 2003-2004. وكلّل المدرّب الفرنسيّ أرقامه بقيادة الأرسنال إلى إحراز مسابقة كأس إنكلترا 7 مرّات ليصبح أنجح مدرّب في تاريخ المسابقة.

وها هو الأرسنال اليوم في عصر المدرّب الثعلب الإسبانيّ ميكيل أرتيتا ينافس ليفربول على اللقب والأهمّ أنّه أصبح على بعد خطوتين فقط من إحرازه للمرّة الأولى في تاريخه لقب دوري الأبطال بعدما وصل مرّة وحيدة إلى نهائيّ المسابقة في عام 2006 .

فهل يكون أرتيتا المدرّب الأشهر للأرسنال؟ الجواب في نهاية شهر أيّار/مايو طبعًا.